إلى الغرب من غازي عنتاب، تلوثت بلدة نورداجي النائية الآن بالحطام الناجم عن المباني المنهارة التي اهتزت بفعل وزن الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد يوم الاثنين.
ضربت قوة الزلازل التي بلغت 7.8 درجة هذا الأسبوع على بعد أربعة أميال فقط من نورداجي، تاركة المناطق المحيطة الآسرة بالمدينة مليئة بالمناطق السكنية المحطمة، وتذمر سيارات الإسعاف، وعدد هائل من القتلى يرتفع.
محاطة بالجبال العملاقة المغطاة بالثلوج والحقول الخضراء، فإن القيادة إلى البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40.000 نسمة دقيقة، مما يسمح للمرء بنسيان الفظائع داخل البلاد لفترة وجيزة.
لكن الهدوء سرعان ما يتحول إلى عاصفة مع مروحيات سوداء تكسر صمت القيادة الساحرة وهي تتدافع ذهابًا وإيابًا إلى المدينة المدمرة.
تخترق الشقوق العميقة الآن أسفلت الطريق السريع بعد الزلزال، مما أدى إلى انحراف السيارات على أحد حارات الطريق بينما يملأ عمال خدمات الطوارئ الحطام بالتراب.
مع اقتراب الساعة من 72 ساعة، يعد الوقت جوهريًا لفرق الإنقاذ المستقلة والأجنبية لأن الفترة الزمنية ضرورية للعثور على أي ناج.
داخل البلدة، تعمل فرق البحث والإنقاذ المكروبة على مدار الساعة، متوقعين حدوث معجزة من أعماق تحت الأنقاض.
قامت جبهة موحدة مشتركة من قطر وماليزيا وإسبانيا وقوات من عدة دول أخرى بتقسيم المناطق إلى أقسام لتحدي ارتفاع عدد القتلى.
على الرغم من الحاجة إلى السرعة، ليس أمام فرق الإنقاذ خيار سوى السير ببطء لأن ظروف المباني لا تزال تعتبر معرضة للخطر.
وقالت قوات لخويا القطرية في موقع إحدى مهام الإنعاش: “نحتاج إلى العمل ببطء لأنه أمر خطير للغاية، حيث يمكن أن تؤدي أي لحظة إلى الانهيار”.
أنقذت قوات الأمن الداخلي القطرية، الأربعاء، حياة طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، بينما تعافت أيضًا امرأة متوفاة مقيمة.
واستغرقت العملية الخاصة بالطفل سبع ساعات مضطربة حيث ثقب الركام ساقيه.
تم العثور على الطفل حيث أكد الجيران أنهم سمعوا صوتًا خافتًا يطلب المساعدة تحت المنزل المنهار.
ومع ذلك، لم تكن حياة عدد لا يحصى من الأرواح محظوظة مثل الأطفال حيث حملت المجموعات أكياس الجثث لتكديسها في زاوية من الشارع حتى جاءت سيارات الإسعاف والشاحنات المتطوعة لاستقبالهم.
في أحد المواقع، قام فريق ماليزيا الخاص للمساعدة والإنقاذ في حالات الكوارث (SMART) بجر امرأة شابة.
قال أحد أعضاء SMART “لقد كان الأمر هكذا طوال اليوم منذ وصولنا”.
كانت هناك فترات من الصمت للاستماع إلى أي همسات من الحياة حيث رفعت الفرق ألواحًا من الأسمنت برافعات ضخمة وحطمت الركام بآلات ثقب الصخور للاستماع إلى علامة أحد الناجين.
في كثير من الأحيان، كان الصمت باقيا، تاركا الأمل في اليأس.
يبدو الأحباء مضطربين وقلقين لأنهم يخشون أن يقترب أحباؤهم من الموت.
تستخدم فرق أجهزة تدفئة الجسم والحرارة لتحديد مكان الناجين، وتوقع أن تكون أي لحظة فرصة للحياة.