أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الدول العربية تسعى لمنع اندلاع حرب أهلية جديدة في سوريا من خلال بدء حوار مفتوح مع جميع القوى على الأرض، لضمان أن تكون أي عملية انتقالية شاملة لجميع السوريين بغض النظر عن العرق أو الطائفة.
جاءت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، بعد اجتماع قادة الدول العربية مرة أخرى في الدوحة لتقييم الانهيار المفاجئ لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الأنصاري إن الدول العربية “ممتنة لقلة القتال الذي سبق الإطاحة بالأسد”، مؤكدًا أن “ذلك يسهل على الجهات الدولية الدخول والمشاركة قبل أن تندلع أي مواجهات بين الأطراف على الأرض”.
وأعرب عن ارتياحه لاستمرار المؤسسات الحكومية في أداء وظائفها مثل الشرطة، والمياه، والكهرباء، مضيفًا: “لا حاجة لإراقة الدماء”.
وتابع “لا يجب أن يشعر أي طرف أو طائفة بعدم الأمان أو الإقصاء في مستقبل سوريا”.
وشدد الأنصاري على أهمية الحوار المفتوح وإشراك جميع الأطراف، لكنه اعترف بعدم وضوح القوة العسكرية المسيطرة، أو ما إذا كان النظام السوري قد انهار بالكامل.
وقال إن تنسيق القوات العسكرية في الأسابيع المقبلة أمر ضروري لتجنب اندلاع القتال، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب حوارًا بين الدول المهتمة والجماعات المسلحة.
وأضاف “هناك ميل في المنطقة لتحول الأخبار الجيدة إلى أخبار سيئة. نأمل أن نرى انتقالًا إلى دولة قابلة للحياة تعبر عن تضحيات الشعب السوري، لكننا ندرك التحديات الكبيرة”. وأكد أن “هناك احتمال أن تتحول سوريا إلى دولة فاشلة”.
وقطر التي لم تعترف أبدًا بحكم الأسد، تستضيف المعارضة السورية الرسمية في الدوحة. لكنها تدرك أيضًا أن تركيا ستلعب دورًا رئيسيًا، نظرًا لاستضافتها العديد من اللاجئين السوريين، وعلاقاتها الوثيقة بالجماعات المسلحة التي قادت الانتفاضة، وحرصها على إبعاد الجماعات الكردية السورية عن حدودها.
دعا الأنصاري إسرائيل، التي تحد سوريا، إلى عدم التدخل بأي تحركات على الأرض قد تُعتبر تصعيدية قبل بدء الحوار الوطني.
وفيما يتعلق بجماعة هيئة تحرير الشام، التي تُعتبر أكبر قوة معارضة مسلحة، قال الأنصاري إنه من المحتمل أن تكون جزءًا من أي قوة انتقالية تُشكل في سوريا، مشيرًا إلى أن الجماعة أظهرت “نضجًا” في تحركاتها الأخيرة، بما في ذلك السماح للأكراد بالمرور الآمن وعدم ارتكاب أي فظائع.
وقال: “لا نتعامل معهم كفكرة مسبقة بأنهم لا يمكن إصلاحهم. نحن مشجعون بالطريقة الناضجة التي عملوا بها في حلب”.
وأكد الأنصاري أن مصير الأسد، بما في ذلك ما إذا كان سيواجه محاكمة في المحكمة الجنائية الدولية، يعود للشعب السوري. وأضاف أن العدالة الانتقالية ستأتي لاحقًا، بعد أن تتاح للشعب منصة للتعبير.
وعند سؤاله عن مكان وجود الأسد، قال الأنصاري: “إنه في مهب الريح. لم يعد في المدينة. ولم يتم تأكيد ما إذا كان قد استُقبل في أي عاصمة بالمنطقة”.