تراجع الدفاعات الجوية الإيرانية يفتح المجال أمام الطائرات الإسرائيلية للتحليق بحرية أكبر

by hayatnews
0 comment

في خطوة لافتة في تاريخ الصراع بين إسرائيل وإيران، تمكنت المقاتلات الإسرائيلية من تحقيق سيطرة شبه كاملة على الأجواء الإيرانية، بعد تراجع كبير في قدرة الدفاعات الجوية الإيرانية على صد الغارات، بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين وحاليين سابقين.

تعتمد الضربات الإسرائيلية المتكررة، التي استهدفت خلال الأسابيع الماضية أهدافاً حساسة داخل الأراضي الإيرانية، على هذا الانخفاض في قدرة الدفاع الجوي الإيراني.

فقد شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على البنية التحتية النووية، وعلى مراكز عسكرية وأمنية بارزة، منها مواقع في العاصمة طهران، محدثةً أضراراً كبيرة وراحت تضرب كبار المسؤولين العسكريين وعلماء نوويين.

انهيار تدريجي للدفاعات الجوية

أوضح يحيئيل ليدر، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، أن بلاده “فتحت أجواء إيران، وحققت شبه سيطرة جوية”.

هذه السيطرة لا تعني حرية عمل كاملة، إذ لا تزال بعض أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تعمل، لكن إسرائيل باتت قادرة على استخدام ممرات جوية محددة تم التخطيط لها بعناية فائقة لتجنب الخطر.

مصدر عسكري إسرائيلي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن الطيارين الإسرائيليين يعتمدون بشكل كبير على معلومات استخباراتية فورية ودقيقة لرصد أي تهديدات محتملة والتعامل معها في الوقت الحقيقي عند دخولهم وخروجهم من الأجواء الإيرانية.

ومع ذلك، نفى المسؤولون الإسرائيليون وجود حرية مطلقة، حيث أشاروا إلى أن إيران لا تزال تمتلك بعض القدرات، وقد أبلغت عن إسقاط طائرات مسيرة إسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، في محاولة واضحة لإظهار أن الدفاعات الجوية لا تزال فاعلة.

تكلفة الدم والدمار

ووفقًا لتقارير وزارة الصحة الإيرانية، فقد خلفت هذه الغارات الإسرائيلية أكثر من 128 قتيلاً، بينهم عدد من كبار القادة الأمنيين والعلماء النوويين، بالإضافة إلى مدنيين. يمثل هذا الرقم دليلاً على مدى فتك هذه الضربات وتأثيرها على البنية التحتية الحيوية للنظام الإيراني.

وقد استغرق اختراق الدفاعات الجوية وقتاً وجهوداً مكثفة. ففي اشتباكين سابقين وقعا في أبريل وأكتوبر من العام الماضي، استهدفت إسرائيل أنظمة دفاعية استراتيجية. وخصوصاً في هجوم أكتوبر، الذي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، عن إصابة أربعة منظومات دفاع جوي من طراز S-300، والتي كانت تشكل دعامة رئيسية للدفاعات الإيرانية.

منذ الجمعة الماضية، واصلت القوات الجوية الإسرائيلية استهداف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، مما ساهم في فتح الطريق أمام طائراتها للوصول إلى قلب العاصمة طهران، حسب ما أكد مسؤولان عسكريان إسرائيليان في تصريحات خاصة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة Fox News إن “إسرائيل عملت على نزع طبقات الحماية” من دفاعات إيران الجوية.

تقييم الخبراء الإسرائيليين

من جانبه، وصف زوهار بالتـي، المسؤول السابق في جهاز الموساد، قدرة الطائرات الإسرائيلية على التحليق في معظم أجواء إيران بأنها تضاهي تلك التي تتمتع بها فوق لبنان وسوريا، مشيراً إلى أن “هذه القدرة الجديدة تمنحنا خيار العودة مرارًا وتكرارًا لتنفيذ عمليات أخرى إذا لم تتحقق النتائج المطلوبة”.

ويضيف بالتـي، الذي يعمل حالياً زميلًا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: “يمكنني أن أعود غدًا وبعد غدٍ، طالما هناك حاجة لذلك، ما يجعل من الصعب على إيران منع ضرباتنا”.

اعترافات إيرانية بنقاط الضعف

حتى داخل الأوساط الإيرانية، بدأ الاعتراف بنقاط ضعف غير مسبوقة في الدفاعات الجوية.

فقد كشفت رسائل نصية خاصة، حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز، عن استياء وتساؤلات من داخل القيادة الإيرانية، بينها عبارات مثل: “أين دفاعاتنا الجوية؟” و”كيف تسمح إسرائيل لنفسها بمهاجمة كل ما تريد، وقتل كبار قادتنا، ونحن عاجزون عن التصدي لها؟”.

هذه التساؤلات تعبّر عن إحباط واضح من التراجع المفاجئ في قدرة إيران على حماية أجوائها، خاصة في مواجهة هجوم يُعد الأشد في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

وتشير هذه التطورات إلى أن إسرائيل استطاعت، عبر ضربات متقنة ومنسقة، أن تقلص من قدرة إيران على الدفاع الجوي بشكل كبير، ما يتيح لها حرية أكبر في استهداف المواقع الحساسة، ويعيد تشكيل المعادلات الأمنية في المنطقة.

ورغم أن إيران لم تفقد كل قدراتها الدفاعية، إلا أن التراجع الواضح في منظومتها الدفاعية يشكل هزيمة تكتيكية استثنائية، قد تؤثر على التوازن الإقليمي، وربما تُمهّد لمزيد من التصعيد في الأيام والأسابيع القادمة.

You may also like

Leave a Comment