فوجئ حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى أعضاء في الكونغرس ومسؤولين في وزارة الخارجية، بقرار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بتجميد بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في خطوة أثارت ارتباكًا واسعًا حول دوافعها ومدتها المحتملة.
خلفيات القرار وردود الفعل داخل الإدارة
وفقًا لمصادر مطلعة على الوضع، فإن القرار اتخذ بصورة مفاجئة وبقيادة وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات، إلبريدج كولبي، ومجموعة صغيرة من المستشارين، بسبب مخاوف من نفاد مخزونات بعض الأسلحة الأساسية في الولايات المتحدة. وأفادت التقارير بأن القرار لم يمر بتنسيق كامل داخل إدارة ترامب، ما أدى إلى إحباط حتى بين كبار الجمهوريين وأعضاء في البيت الأبيض.
النائب الجمهوري مايكل ماكول أشار إلى أن القرار ربما جاء بسبب ضعف التنسيق داخل الإدارة عقب تقليص دور مجلس الأمن القومي، وقال:
“لست متأكدًا حتى من استشارة وزير الخارجية ماركو روبيو في هذا الشأن… هناك انقسام داخلي في البيت الأبيض”.
التأثيرات والتداعيات على العلاقات عبر الأطلسي
القرار ترك مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين في حالة من الحيرة والصدمة، خاصة أن كييف والاتحاد الأوروبي لم يتلقيا إشعارًا مسبقًا. حسب مسؤول أوروبي ومستشار أوكراني، لم يُبلغ زيلينسكي أو الاتحاد الأوروبي بالقرار إلا بعد اتخاذه.
تعمل الولايات المتحدة وأوكرانيا على ترتيب مكالمة هاتفية بين ترامب وزيلينسكي لبحث الوضع، وفقًا لمسؤولين مطلعين، وسط محاولات لطمأنة الجانب الأوكراني.
تصريحات البيت الأبيض والبنتاغون
نفى البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن يكون قرار تجميد الأسلحة مفاجئًا للإدارة، وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس وكبار المسؤولين يطلعون بشكل دوري على مراجعات تخصيص المساعدات العسكرية لضمان توافقها مع الأولويات الأمريكية.
من جانبه، قال كولبي في بيان إن البنتاغون “يواصل تزويد الرئيس بخيارات فعالة لمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا”، مع “دراسة دقيقة لتكييف نهجه مع الحفاظ على جاهزية القوات الأمريكية”. وأضاف أن التقارير التي تحدثت عن انقسامات داخلية “محاولة لتصوير انقسام غير موجود”.
مخاوف أعضاء الكونغرس ودور الإدارة
أثار القرار دهشة في أوساط الكونغرس، حيث تساءل بعض النواب عن سبب عدم استشارتهم مسبقًا، خاصة وأنهم أقروا سابقًا ميزانيات لدعم أوكرانيا. النائبة الديمقراطية بيتي ماكولوم قالت:
“هذه المحادثات لم تُعقد بعد مع الإدارة حول التعديلات على المساعدات أو تعليقها”.
من جهة أخرى، أشار توم كول، رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب، إلى علمه بالقرار عبر وسائل الإعلام، معتبراً أن هناك سببًا واقعيًا لخفض الإمدادات نتيجة استهلاكها الكبير في العمليات العسكرية، لا سيما في الشرق الأوسط.
المخزون العسكري وسبب التجميد
وفقًا لمسؤولين في البنتاغون ومصادر أخرى، جاء قرار التجميد نتيجة لتراجع مخزون بعض أنواع الأسلحة والذخائر الحيوية، مثل الدفاع الجوي وصواريخ باتريوت والقذائف بعيدة المدى. ويجري حالياً إجراء إحصاء دقيق للمخزونات للتأكد من مستوياتها واتخاذ القرار المناسب بشأن استئناف الشحنات.
وصف رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، القرار بأنه “وقفة عادية للاطلاع على المخزونات”، مشيراً إلى أن هناك ثلاث فئات من الذخائر تحتاج إلى تقييم أدق لضمان توفيرها للأغراض العسكرية.
التحديات المستقبلية
يأتي قرار تجميد شحنات الأسلحة في وقت حساس، إذ تستمر المواجهات بين القوات الأوكرانية والروسية، وتحتاج أوكرانيا إلى دعم مستمر لتعزيز دفاعاتها، خاصة في ظل الهجمات المكثفة التي تشهدها.
كما يعكس القرار التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في إدارة الإمدادات العسكرية في ظل التزاماتها المتعددة حول العالم، وتأثيرها المحتمل على العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا.