وافقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على طلب رئيس الإمارات محمد بن زايد خلال مكالمة هاتفية، على إطلاق مفاوضات للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاتحاد الأوروبي
وقال رئيس الإمارات في منشور على منصة “إكس”: “تجمع الإمارات علاقات قوية وطويلة الأمد مع الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وقد اتفقنا اليوم على إطلاق مفاوضات للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف: “من خلال هذه الاتفاقية، نهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز النمو الاقتصادي بما يعود بالنفع على دولنا وشعوبنا”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه سيفرض ما يسمى بـ”الرسوم الجمركية المتبادلة” بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي و10% على الإمارات. ومنذ ذلك الحين، علّق ترامب تطبيق الرسوم لمدة 90 يومًا لإفساح المجال أمام المفاوضات.
وكانت الإمارات، إحدى أكبر 10 دول منتجة للنفط في العالم، تسعى منذ فترة لإبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، لكن بروكسل كانت تأمل في التوصل إلى اتفاق مع مجلس التعاون الخليجي، الذي تُعد الإمارات عضوًا فيه.
وقد سعت الإمارات في السنوات الأخيرة إلى توقيع عشرات الصفقات التجارية الثنائية، متجاوزة الأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي الذين يتحركون ببطء مثل السعودية وقطر. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي بدآ التفاوض على اتفاقية تجارة حرة عام 1990، إلا أن المحادثات توقفت في عام 2008.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الإماراتية الشهر الماضي أن الإمارات بدأت العمل على 26 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة منذ عام 2021، تم تنفيذ ست منها رسميًا.
ولكن مع كون الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري عالمي للإمارات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي (باستثناء النفط) 67.6 مليار دولار في عام 2024، فإنه يمثل هدفًا مهمًا للغاية بالنسبة للإمارات.
ويستورد الاتحاد الأوروبي منتجات معدنية وبضائع مصنعة من الإمارات، بينما يبيعها آلات ومعدات نقل ومواد كيميائية.
وقد استثمرت شركات الطاقة وصناديق الثروة السيادية في أبوظبي بكثافة في أوروبا، بدءًا من مجموعة كيميائية كبرى في ألمانيا إلى مزارع شمسية في إسبانيا وشركة طاقة متجددة في اليونان.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان: “ستركز المفاوضات المقبلة على تحرير التجارة في السلع والخدمات والاستثمار، مع تعميق التعاون في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والمواد الخام الحيوية”.