تجدد الخلاف بين ترامب وإيلون ماسك على خلفية مشروع قانون الإنفاق الضخم

by hayatnews
0 comment

تجدد الصدام العلني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، بعد خلاف حاد حول مشروع قانون الإنفاق الذي وقعه ترامب مؤخرًا، ما دفع ماسك إلى التهديد بتأسيس حزب سياسي جديد، في خطوة قد تؤثر على المشهد السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة.

وأثار توقيع ترامب على ما وصفه بـ“مشروع القانون الكبير والجميل” غضب ماسك، الذي اعتبر أن القانون يشكل عبئًا هائلًا على الاقتصاد الأميركي، إذ يزيد سقف الدين بمقدار قياسي يبلغ خمسة تريليونات دولار.

وفي منشور لاذع عبر منصة X (تويتر سابقًا)، وصف ماسك الوضع قائلًا: “من الواضح مع الإنفاق الجنوني لهذا القانون، أننا نعيش في بلد يحكمه حزب واحد – حزب الخنزير الخنزير!!”.

وأضاف أغنى رجل في العالم: “حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد يهتم فعليًا بالشعب.”

تهديد بتأسيس حزب جديد

التصريحات النارية لماسك لم تتوقف عند حدود الانتقاد الاقتصادي، إذ ذهب أبعد من ذلك معلنًا عزمه على تشكيل حزب سياسي جديد أطلق عليه مبدئيًا اسم “الحزب الأميركي”.

وكتب ماسك: “إذا تم تمرير مشروع قانون الإنفاق المجنون هذا، فسيتم تشكيل الحزب الأميركي في اليوم التالي.” وأضاف أن البلاد تحتاج إلى “بديل للحزب الواحد الديمقراطي الجمهوري حتى يكون للشعب صوت حقيقي.”

وفي منشور آخر، وجّه ماسك انتقادات لاذعة إلى أعضاء الكونغرس الذين دعموا مشروع القانون، قائلا: “كل عضو في الكونغرس يصوت لصالح تمرير مشروع القانون يجب أن يخفض رأسه خجلًا… سوف يخسرون انتخاباتهم التمهيدية العام المقبل إذا كان ذلك هو آخر شيء أقوم به على هذه الأرض.”

ترامب يرد على انتقادات ماسك

في المقابل، رد ترامب بسلسلة من التصريحات، حاول فيها التقليل من شأن خلافه مع ماسك، إلا أنه لم يُخف استياءه.

ففي منشور على منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب إن ماسك “كان يعلم منذ وقت طويل أنني أعارض بشدة التوسع المبالغ فيه في السيارات الكهربائية.” وأضاف: “إنه أمر سخيف، وكان دائمًا جزءًا رئيسيًا من حملتي.”

وخلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، حاول ترامب التخفيف من حدة التوتر، قائلًا: “أعتقد أن إيلون شخص رائع، وأعلم أنه سينجح دائمًا. إنه شخص ذكي.” غير أن نبرة حديثه حملت في طياتها رسائل ضمنية بشأن خلافهما حول مستقبل السيارات الكهربائية والسياسات الاقتصادية الكبرى.

نقطة الخلاف: الإنفاق والسيارات الكهربائية

يركز الخلاف الحالي بين الطرفين على نقطتين أساسيتين: حجم الإنفاق الحكومي الذي اعتبره ماسك “جنونيًا”، والدعم الحكومي الموجه لقطاع السيارات الكهربائية، وهو ما يعد من ركائز استراتيجية تسلا.

إذ أشار البيت الأبيض إلى تصريحات ترامب التي أدلى بها مؤخرًا لشبكة فوكس نيوز، والتي قال فيها إن مشروع القانون سينهي الدعم للسيارات الكهربائية، ما أثار غضب ماسك، الذي يرى أن مثل هذه الخطوة ستلحق أضرارًا مباشرة بصناعة السيارات الكهربائية التي يقودها.

وكان ماسك قد قلّص في الآونة الأخيرة علاقاته الوثيقة مع الحكومة الفيدرالية، خصوصًا مع مؤسسات مثل وزارة الطاقة، منتقدًا ما اعتبره “بيروقراطية خانقة” تعرقل الابتكار. ويُنظر إلى موقفه الحالي بوصفه جزءًا من توجهه الأوسع للابتعاد عن أي ارتباط وثيق بالحكومات أو الأحزاب التقليدية.

علاقة مضطربة منذ البداية

تاريخ العلاقة بين ترامب وماسك حافل بالتقلبات. فقد كان ماسك في فترة من الفترات من أبرز الحاضرين في البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، كما كان له حضور في مجالس استشارية اقتصادية تابعة للإدارة الأميركية. لكنه انسحب لاحقًا من تلك المجالس على خلفية خلافات حول قضايا مناخية وسياسات اقتصادية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تحولت الخلافات بينهما إلى نزاع مفتوح، إذ هاجم ماسك ترامب في سلسلة منشورات على منصة X، قبل أن يتراجع عن بعضها لاحقًا. وكان ماسك قد ادعى في أكثر من مناسبة أنه ساهم في إعادة انتخاب ترامب، لكنه بات اليوم يصفه بأنه جزء من “حزب واحد لا يهتم إلا بمصالحه الخاصة.”

ويرى مراقبون أن تهديد ماسك بتأسيس حزب سياسي جديد قد يفتح فصلًا جديدًا في السياسة الأميركية، ويعيد خلط الأوراق داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، خاصة في ضوء شعبية ماسك الهائلة ونفوذه المالي والتكنولوجي.

ومع استمرار الخلافات بين الرجلين، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان ماسك سيمضي فعلًا في مشروعه السياسي، أم أن هذه التصريحات مجرد ورقة ضغط في صراعه مع ترامب على السياسات الاقتصادية وصناعة السيارات الكهربائية.

You may also like

Leave a Comment