أصبحت الإمارات العربية المتحدة اليوم المحور الرئيسي لتوسّع أعمال عائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخارج، بعد سنوات من التردد والوعود بعدم توقيع صفقات دولية أثناء فترة الرئاسة.
وكشف تقرير حديث لمجلة “فوربس” أن ترامب وعائلته يحققون مئات الملايين من الدولارات سنويًا من خلال مشروعات في دبي وأبوظبي، مع تقديرات لعائدات تصل إلى 500 مليون دولار خلال عام 2025 وحده.
في يناير 2017، قبل أيام من توليه الرئاسة الأمريكية لأول مرة، أعلن ترامب أنه لن يبرم أي صفقات تجارية جديدة خارج الولايات المتحدة، لكنه لم يبع أصوله أو ينقلها إلى صندوق مستقل، مكتفيًا بالوعد بعدم توقيع صفقات دولية.
في ذلك الوقت، أشار ترامب إلى عرض بقيمة ملياري دولار في دبي، قال إنه رفضه. ومع مرور السنوات، تحولت الإمارات إلى مركز رئيسي لأعماله وعائلته، من خلال ما لا يقل عن تسع اتفاقيات تتعلق بالدولة الخليجية، تشمل خمسة اتفاقيات ترخيص وثلاث صفقات بالعملات المشفرة.
وتشمل هذه المشروعات تطوير عقارات ونوادي جولف ومشروعات سكنية، بالإضافة إلى استثمارات مرتبطة بالعملات الرقمية، ومن المتوقع أن تحقق ما يقارب 50 مليون دولار سنويًا للعائلة لسنوات مقبلة.
كما تشير وثائق جديدة إلى أن ترامب وأبناؤه يستعدون لإطلاق مشروع غير معلن في أبوظبي، قد يكون في منطقة شاطئ الراحة، مع خطط لاستغلال اهتمام المستثمرين بالعملات المشفرة لتعظيم الأرباح.
وقد امتدح إريك ترامب، الذي يدير العمليات اليومية لمجموعة ترامب، دولة الإمارات قائلاً إن الدولة الخليجية تمنح المطورين حرية واسعة لتحقيق مشاريعهم، مع التأكيد على أن هذه البيئة أصبحت مثالية لعائلة ترامب.
ووفقًا لدبلوماسي سابق، فقد تعلم قادة الخليج كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي، مع إدراكهم لرغبته في الاستثمار وزيادة الأرباح بشكل واضح.
وتعود علاقات ترامب مع الإمارات إلى نحو 20 عامًا، عندما كانت دبي تشهد طفرة عمرانية هائلة. في عام 2004، جذبت شركة “نخيل” التابعة للحكومة ترامب كمستثمر محتمل، وتم توقيع اتفاق ترخيص مع نخيل في 2008 لإنشاء فندق وبرج على جزيرة النخلة، قبل أن تلغى المشاريع بسبب الأزمة المالية العالمية.
لاحقًا، استمرت الصفقات مع مطورين محليين مثل حسين سجواني، لتشمل نوادي جولف ومشروعات عقارية، مع استمرار التعاون بعد توليه الرئاسة.
وبعد 2022، عادت المنظمة لاستئناف مشاريع جديدة في دول الخليج، تشمل مسقط في عمان والسعودية وقطر، ما أدى إلى ارتفاع عائدات ترخيص اسم ترامب من 7 ملايين دولار في 2023 إلى 45 مليون دولار في 2024.
كما توسعت أعمال العائلة في مجال العملات الرقمية، من خلال تأسيس شركتي “American Data Centers” و”American Bitcoin”، وبلغت قيمة الأخيرة 13 مليار دولار قبل تراجعها بنسبة 61%، مع حصة تقدر بـ 410 ملايين دولار لإريك ترامب.
وقد استثمرت الإمارات بشكل مباشر في مشاريع ترامب، بما في ذلك مشروع “World Liberty Financial” ومشاريع العملات المستقرة، حيث أعلن مسؤولون إماراتيون استثمار ملياري دولار في منصة Binance باستخدام عملة رقمية مرتبطة بعائلة ترامب، مما يحقق عائدات مالية كبيرة. وفي خطوة مثيرة للجدل، أصدر ترامب مؤخرًا عفوًا عن مؤسس Binance، تشانغبينغ زهاو، بعد اعترافه بمخالفات مالية.
والخطوة المقبلة لعائلة ترامب هي ترميز العقارات، عبر بيع أجزاء رقمية من المباني للمستثمرين والجمهور وصنّاع النفوذ، بما في ذلك مشاريع محتملة في دبي وأبوظبي. وقال إريك ترامب: “لماذا نذهب إلى البنوك؟ يمكننا الوصول إلى ملايين الناس الذين يحبون ترامب، وبيع أجزاء رقمية من المبنى”. وأضاف أن المستثمرين سيحصلون على مزايا تشمل إقامة مخفضة وعشاء مجاني وملكية رمزية.
وتوضح هذه التطورات أن الإمارات لم تعد مجرد سوق عقارية، بل أصبحت ماكينة ضخمة للعائدات لعائلة ترامب، حيث تلتقي الدبلوماسية بالاستثمار والتمويل الرقمي، في عصر جديد يضم الترخيص العقاري والعملات المشفرة في قلب استراتيجيات العائلة المالية.