ركزت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية على ما يشهده السودان من إبادة جماعية يتجاهلها العالم، داعية إلى تحرك دولي أكثر فاعلية لإنهاء معاناة المدنيين السودانيين.
وذكرت الصحيفة أنهمنذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن قوات الدعم السريع السودانية “قتلت بشكل ممنهج الرجال والأطفال، وحتى الرضع، على أساس عرقي”، بينما استهدفت النساء والفتيات على أساس عرقي أيضًا للاغتصاب و”أشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا هو التعريف الدقيق للإبادة الجماعية—القتل الجماعي الذي يتم بهدف تدمير مجموعة عرقية.
وتساءلت الصحيفة أين هم طلاب الجامعات الذين نظموا اعتصامات ضد قضايا عالمية؟ هل هناك استعداد للاعتصام من أجل السودان؟.
وقالت “لقد نظم الناشطون التقدميون احتجاجات ضد إسرائيل في الجامعات الأمريكية خلال أيام من بدء الحرب على غزة وتبعتها اتهامات بالإبادة الجماعية. فأين هم المحتجون الآن؟.
وبهذا الصدد يقول السيناتور جون فيترمان (ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا): “لم يظهر أي شخص أحمق أمام منزلي أو مكتبي أو يغلق طريقًا للاحتجاج على الإبادة الجماعية الفعلية في السودان”.
ويتابع قائلًا: “جنوب أفريقيا لجأت إلى محكمة العدل الدولية بسبب غزة، لكن ليس بسبب إبادة جماعية فعلية تحدث على قارتها؟ لماذا يحدث ذلك؟”
وقد سقط السودان في أتون حرب أهلية عام 2023، ومنذ ذلك الحين شنت ميليشيا قوات الدعم السريع وحلفاؤها العرب حملة تطهير عرقي، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف. وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن هناك 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
في العام الماضي، قالت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية آنذاك، أليس ويريمو ندريتو، إن الوضع في السودان “يحمل جميع مقومات خطر الإبادة الجماعية” و”توجد مزاعم قوية بأن هذه الجريمة قد ارتُكبت بالفعل”.
وأضافت أن الجريمة يمكن التعرف عليها لأن “السكان المدنيين يتعرضون للاستهداف بناءً على هويتهم. في دارفور والفاشر، يتعرض المدنيون للهجوم والقتل بسبب لون بشرتهم وعرقهم، وبسبب من هم”.
وفي ديسمبر 2023، استند الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لتنبيه مجلس الأمن إلى الأزمة الإنسانية في غزة.
وفي أكتوبر، أعرب غوتيريش عن قلقه بشأن “الكارثة الإنسانية” التي تحدث في السودان، لكنه لم يفعّل المادة 99 للأزمة هناك.
تقول وزارة الخارجية الأمريكية إنها ستفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو موسى بالإضافة إلى عدة شركات مملوكة لهذه القوات. ورغم أن ذلك يعد خطوة مرحبًا بها لتسليط الضوء على المجازر، إلا أنه ما زال دون حجم الكارثة.