ارتفاع الطلب على النفط والغاز حتى عام 2050 يعكس تراجع الالتزام بأهداف المناخ

by hayatnews
0 comment

توقّعت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها السنوي الصادر اليوم استمرار ارتفاع الطلب العالمي على النفط والغاز حتى عام 2050، في تحول يعكس تراجع الالتزام الدولي بأهداف خفض الانبعاثات وعودة الرهان على مصادر الطاقة الأحفورية، رغم التحذيرات البيئية المتزايدة.

وأوضح التقرير أن النمو الاقتصادي في آسيا والشرق الأوسط، إلى جانب التباطؤ في وتيرة التحوّل نحو الطاقة النظيفة في أوروبا والولايات المتحدة، يدفع باتجاه زيادة الاعتماد على النفط والغاز خلال العقود المقبلة، متوقعًا أن يظل الوقود الأحفوري يشكّل أكثر من نصف مزيج الطاقة العالمي بحلول منتصف القرن.

وأشار التقرير إلى أن الطلب على النفط سيستقرّ عند مستويات مرتفعة حتى عام 2040، قبل أن يشهد انخفاضًا طفيفًا مع توسع استخدام السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، إلا أن الغاز الطبيعي سيبقى “الوقود الانتقالي المفضّل” في العديد من الدول النامية والمتقدمة على السواء.

وذكر التقرير أن الاستثمارات في مشاريع النفط والغاز الجديدة شهدت زيادة ملحوظة خلال العامين الماضيين، مدفوعة بارتفاع الأسعار بعد الحرب في أوكرانيا، وبفشل الاقتصادات الكبرى في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات. وأضاف أن هذه الاستثمارات قد تؤدي إلى تأجيل ذروة الانبعاثات الكربونية التي كانت متوقعة في نهاية هذا العقد.

وقال المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، إن الأرقام الجديدة “تُظهر أن العالم لا يسير على المسار الصحيح لتحقيق هدف اتفاق باريس بالمحافظة على ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية”. وأضاف أن “الطلب القوي على الوقود الأحفوري يشير إلى فجوة واضحة بين الخطابات السياسية والواقع الفعلي في أسواق الطاقة”.

وحذر التقرير من أن استمرار الاعتماد الكبير على النفط والغاز سيجعل العالم أكثر عرضة لتقلبات الأسعار والأزمات الجيوسياسية، خصوصًا في ظل احتدام المنافسة بين القوى الكبرى على موارد الطاقة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى.

في المقابل، أشار التقرير إلى أن الطاقة المتجددة، رغم توسعها الكبير في العقد الأخير، ما زالت تواجه عقبات تتعلق بضعف سلاسل الإمداد ونقص التمويل في الدول النامية، ما يعيق تحقيق التحول الكامل نحو الاقتصاد الأخضر.

وأكدت الوكالة أن الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 بات “هدفًا بعيد المنال” ما لم تتخذ الحكومات إجراءات حاسمة لتسريع التحول الطاقي، وتقليص الاعتماد على النفط والغاز في النقل والصناعة والطاقة الكهربائية.

واختتم التقرير بالتحذير من أن العقد المقبل سيكون “حاسماً” في تحديد ملامح مستقبل الطاقة العالمي، فإما أن يشهد قفزة حقيقية نحو الطاقة النظيفة، أو أن يدخل العالم في مرحلة طويلة من الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري وتفاقم أزمات المناخ.

You may also like

Leave a Comment