أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أن الحكومة وافقت على استخدام قوات الأمن المحلية في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية لتحقيق الاستقرار، في إطار اتفاق بوساطة أمريكية يهدف إلى إنهاء المواجهات المستمرة منذ يوليو/تموز بين القوات الحكومية والميليشيات الدرزية.
وجاء الإعلان بعد اجتماع في دمشق ضم الشيباني، والمبعوث الأميركي الخاص توم باراك، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وقال الوزير السوري إن القوات الدرزية الموالية لدمشق ستتولى “حماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة في المحافظة”.
خلفية الصراع
اندلعت المواجهات في السويداء خلال الصيف بعد مقاومة من الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي الأبرز للدروز، لمحاولات دمشق فرض سيطرة أمنية أوسع وتعيين مسؤولين محليين جدد. ومنذ ذلك الحين، ظلت المنطقة معزولة عن بقية سوريا.
وتقع السويداء على الحدود مع الأردن، حيث تعيش تجمعات صغيرة من الدروز إلى جانب قبائل بدوية ممتدة داخل الأراضي السورية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن مئات المدنيين قُتلوا في المعارك، معظمهم من الدروز، بينما نزح أكثر من 161 ألف شخص نتيجة القتال، وسط أزمة إنسانية متفاقمة بسبب نقص الغذاء والدواء والوقود.
تفاصيل الاتفاق
لم يُنشر نص الاتفاق بعد، لكن وزارة الخارجية السورية قالت إنه يشمل تعاونًا مع الولايات المتحدة والأردن “لإعادة الحياة الطبيعية إلى السويداء”. وألمحت دمشق إلى إمكانية التوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل تخص جنوب سوريا “لمعالجة المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف”.
وتشمل الخطة الأمريكية – وفق مصادر غربية وسورية – تخفيف الحصار الحكومي على المحافظة، وفتح الطرق الرئيسية نحو دمشق والأردن، والسماح بدخول الشرطة المحلية، دون نزع سلاح الميليشيات الدرزية التي جرى دمج معظمها مؤخرًا في “الحرس الوطني” الموالي للهجري. كما يجري التفاوض على تبادل للأسرى والمختطفين بين الأطراف المتحاربة.
ويأتي الاتفاق في توقيت حساس بالنسبة للحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، الذي تولى منصبه بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ويسعى الشرع لإظهار قدر أكبر من الانفتاح والتعاون مع واشنطن قبل خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر.
وقال دبلوماسي غربي في عمّان إن “الهدف الأمريكي هو إعادة السويداء إلى وضع قريب مما كان عليه في آخر عهد الأسد، عندما ثار الدروز ضده لكن الحكومة احتفظت بوجود أمني وإداري هناك”. لكنه أضاف أن “الوضع اليوم أخطر بكثير”.
ومن المتوقع أن يلتقي الشرع مسؤولين أمريكيين وأفرادًا من الأقليات السورية في الشتات خلال وجوده في نيويورك، في مؤشر إلى تقارب متزايد بين واشنطن ودمشق، رغم استمرار العقوبات المفروضة على سوريا منذ عقود.
إشارات إلى الحياد
في خطوة لطمأنة الداخل والخارج، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن تشكيل لجنة تحقيق خاصة بالانتهاكات التي وقعت في السويداء، مؤكدة أنها ستعمل “بأعلى درجات الشفافية”.
كما أُعلن عن هيكلية جديدة لقوى الأمن الداخلي في المحافظة، عُيّن فيها سليمان عبد الباقي، قائد ميليشيا درزية موالية للحكومة، ضابطًا في القوة، في محاولة لاستيعاب الفصائل المسلحة داخل إطار رسمي.