إغلاق رمزي لسفارات مصر بالخارج… والمعارضون يؤكدون أن عائلاتهم في الداخل تدفع الثمن

by hayatnews
0 comment

تصاعدت في الأسابيع الأخيرة موجة احتجاجات يقودها مصريون في المنفى ضد ما يعتبرونه تواطؤ القاهرة مع إسرائيل في حرب غزة، حيث لجأ النشطاء إلى إغلاق السفارات والقنصليات المصرية في عواصم مختلفة بالسلاسل كخطوة رمزية. لكن هذا الحراك الذي حظي بتغطية واسعة رافقته حملة قمع امتدت إلى الداخل المصري، استهدفت أقارب النشطاء وأفراد عائلاتهم.

وفي يوليو/تموز، نشر الناشط المصري الهولندي أنس حبيب (27 عامًا) مقطعًا مصورًا وهو يغلق أبواب السفارة المصرية في لاهاي بالسلاسل. وسرعان ما انتشر الفيديو بين أوساط المعارضين المصريين، محفزًا احتجاجات مشابهة في إسطنبول، نيويورك، ولندن.

في إسطنبول، حاول الصحفي المنفي نور حسام (25 عامًا) تكرار الفعل ذاته أمام القنصلية المصرية، لكن الأمن الدبلوماسي احتجزه داخل المبنى وتعرض لضرب مبرح خلّف كدمات استمرت لأسابيع.

عنف في نيويورك

امتدت الاحتجاجات إلى الولايات المتحدة، حيث حاول الناشط اليمني الأميركي حسام خالد إغلاق مقر البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة بالسلاسل. غير أن الأمن المصري هاجم رفاقه ياسين وعلي السماك، شقيقين من أصول مصرية يبلغان 22 و15 عامًا.

أظهر مقطع فيديو حراسًا وهم يستخدمون السلاسل لخنق ياسين وضرب علي، قبل اقتيادهما إلى داخل المبنى وتسليمهما لشرطة نيويورك. وعلى الرغم من تعرضهما للضرب، وُجّهت إليهما تهم بالاعتداء، وما زالت عائلتهما تكافح لإسقاطها.

قال والد الشقيقين: “كانوا سيقتلونهما لولا أن الباب الزجاجي كشف ما يجري بالداخل أمام المارة.”

تعليمات رسمية بالقمع

كشفت تسريبات إعلامية أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وجّه سفير بلاده في هولندا للتعامل مع أي احتجاجات بصرامة: “إذا حاول أحدهم وضع قفل على البوابة، اسحبوه إلى الداخل واجعلوا حياته جحيمًا.”

هذا النهج عزز اتهامات بأن النظام المصري يتعامل مع النشطاء في الخارج بذات أدوات القمع التي يستخدمها في الداخل.

وتقول منظمات حقوقية إن القاهرة تمارس سياسة “العقاب بالوكالة”، حيث يجري اعتقال أو تهديد أقارب النشطاء المقيمين في الخارج.

وأفاد أنس حبيب بأن عمّه وابن عمه اعتُقلا بتهمة “الانتماء إلى تنظيم إرهابي” بعد نشره مقطع إغلاق السفارة.

أكد نور حسام أن شقيقه الأكبر محتجز لدى الأمن المصري، الذي يساومه على وقف نشاطه مقابل إطلاق سراحه.

حتى عائلات ناشطين يحملون جنسيات أجنبية، مثل ياسين وعلي السماك، تخشى من أن تدفع الثمن داخل مصر.

يقول الناشط المصري الهولندي أدهم حسنين: “من المؤلم أن تعرف أن بلدك متورط في تجويع غزة، وأن أهلك مهددون فقط لأنك ترفع صوتك.”

احتجاجات مضادة

في مواجهة هذه الموجة، نشطت مجموعة موالية للحكومة المصرية في الخارج تطلق على نفسها اسم “اتحاد الشباب المصري”، حيث نظمت وقفات للدفاع عن السفارات في تل أبيب ولاهاي. لكن الشرطة البريطانية اعتقلت مؤخرًا رئيس الاتحاد أحمد عبد القادر (ميدو) في لندن بتهم تتعلق بالتحرش والاعتداء.

وتأتي هذه التحركات وسط انتقادات متزايدة لدور مصر في حصار غزة، خاصة بعد توقيعها صفقة غاز قياسية مع إسرائيل بقيمة 35 مليار دولار. ويرى الناشطون أن هذا التعاون الاقتصادي والسياسي يجعل القاهرة “شريكًا مباشرًا” في الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

ورغم القمع والتهديدات، يواصل المعارضون اعتصاماتهم أمام السفارات، كما يفعل أنس حبيب وشقيقه طارق في لندن عبر اعتصام مفتوح يتخلله بث موسيقي وشعارات ضد “عنف النظام المصري وفساده”.

You may also like

Leave a Comment