واشنطن بوست: ساحة معركة محفوفة بالمخاطر تنتظر إسرائيل بعد فترة التوقف

by hayatnews
0 comment

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن إسرائيل تواجه معضلة مؤلمة وربما مثيرة للجدل في المستقبل، فبعد إيقاف الحرب في غزة مؤقتاً لأسباب إنسانية، كيف ستتمكن قوات الدفاع الإسرائيلية من استئنافها من جديد لاستكمال هدفها المتمثل في تدمير قوة حماس السياسية؟.
لم تخف احتفالات يوم الجمعة بالإفراج عن 13 امرأة وطفلاً إسرائيلياً قلق كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما سيحدث في هذه الحرب المتقطعة، حيث تسعى إسرائيل إلى استعادة جميع الرهائن البالغ عددهم 240 رهينة وأيضاً التخلص من قوات حماس التي تحتجز معظم هولاء الأسرى.

وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين في مقابلة أجريت معه عشية إطلاق سراح الأسرى: “إنه أمر حلو ومر” مضيفًا “أنا أفكر في أولئك الذين لن يخرجوا غدا”.

تأمل إسرائيل أن تستمر هذه الجولة من تبادل الأسرى للنساء الفلسطينيات والسجناء المراهقين حتى يتم إطلاق سراح ما يقرب من مئة امرأة وطفل أسرى في غزة.

وقال المسؤول الكبير: “تركز إسرائيل في هذا الوقت، على إطلاق سراح جميع النساء والأطفال البالغ عددهم مئة”.

سيكون من الأصعب بكثير توسيع العملية لتشمل أكثر من مئة من المدنيين والجنود الذكور، وربما يعني ذلك العودة إلى المعركة قريبًا.

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير: “المرحلة التالية ستكون صراعاً عالي الحدة” مضيفا “الجيش الإسرائيلي مصمم على الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب ونحن لم نصل إلى مرحلة الاستقرار بعد”.

وردا على سؤال بشأن احتمال أن يثير هذا الهجوم الإسرائيلي المتجدد انتقادات دولية، أجاب: “هناك تصميم قوي للغاية من جانب الجيش الإسرائيلي والشعب الإسرائيلي على أننا لم يعد بإمكاننا العيش مع حكم حماس لغزة”.

وهنا جوهر المشكلة: سوف تسعى إسرائيل إلى استئناف العمليات الهجومية في وقت حيث تتزايد الضغوط الدولية من أجل وقف دائم لإطلاق النار.

من الأمثلة على هذه المشكلة، ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري للصحفيين يوم الخميس في الدوحة: “بالطبع هدفنا هو أن تنتهي هذه الصفقة بهدنة دائمة”، وكانت قطر الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن.

لقد شاهدت إسرائيل تواجه مرارا وتكرارا معضلات مماثلة في الحروب الماضية – من الضغط الدبلوماسي لوقف القتال قبل أن يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه أكمل مهمته.

ففي الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، حاصرت إسرائيل الجيش المصري الثالث على الجانب الشرقي من قناة السويس ولم يتم إيقافه إلا بتدخل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر.

وقاومت إسرائيل الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار في حصار بيروت عام 1982، قبل أن توافق أخيرًا على صفقة أمريكية تسمح لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات بمغادرة المدينة مع قواته.

ربما كان المثال الأكثر صلة بالحرب المتقطعة ضد حماس هو عملية الجرف الصامد في عام 2014، فقد غزت إسرائيل غزة لتدمير أنفاق حماس ووقف إطلاق الصواريخ وهاجمت إسرائيل القطاع يوم السابع من يوليو/تموز وتوسطت الولايات المتحدة ومصر في وقف مؤقت لإطلاق النار قصير الأمد في الأول من أغسطس/آب والعاشر من أغسطس/آب والثالث عشر من أغسطس/آب والتاسع عشر من أغسطس/آب قبل التوصل إلى هدنة دائمة في السادس والعشرين أغسطس/آب.

مازال مقاتلو حماس متحصنين تحت الأرض بالرغم من كل ما جلبته الحرب الأخيرة من دمار وبالرغم من عدم انتهاء عمليات التطهير في شمال غزة بعد، أما العمليات في جنوب غزة فلم تبدأ بعد.

ويقول مسؤول إسرائيلي ثان إن شبكة أنفاق حماس “أكثر تطورا مما كنا نعتقد”، وأنه تم اكتشاف وإغلاق ما لا يقل عن ستمائة فتحة نفق في الشمال وحده.

من المحتمل أن تتضمن المرحلة التالية من الحرب شن هجمات عنيفة على خان يونس ومعاقل حماس الأخرى في جنوب غزة، لكن المسؤولين الإسرائيليين يأملون أن يتم خلال هذه المرحلة توفير المزيد من المساعدات الإنسانية الدولية لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين، والحد من الصور المروعة التي أثارت احتجاجات عالمية خلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب.

مما لا شك فيه أن حماس سوف تستغل فترة التوقف للراحة وإعادة تنظيم صفوفها، وكذلك الأمر بالنسبة لجيش الدفاع الإسرائيلي.

وقال المسؤول الإسرائيلي الأول: “إن التوقف سيسمح لمقاتلينا بالاستعداد بشكل أفضل للمرحلة التالية من الحرب”.

يتعين على إسرائيل بعد فترة التوقف، أن تتخذ بعض القرارات الصعبة بشأن مستويات قوة جيش الدفاع الإسرائيلي، فبعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، استدعت إسرائيل ما يقدر بنحو ثلاثمئة ألف جندي احتياطي – وهو رقم غير مسبوق أدى إلى استنفاد المواهب الشابة في الاقتصاد الإسرائيلي بشدة لذلك قد يتم إعادة بعض جنود الاحتياط غير الضروريين إلى وظائفهم المدنية، لكن المسؤول الإسرائيلي الأول شدد على أن تدمير حماس يشكل مصدر قلق بالغ، وقال: “هناك تفاهم على أنه من منظور اقتصادي، نحن بحاجة إلى كسب الحرب” مضيفا “إن تكاليف الحرب هي قصيرة المدى، مقارنة بالفوائد طويلة المدى التي سنجنيها من عودة الناس إلى العيش بأمان”.

وفي المجال السياسي العسكري، فإن إحدى أصعب المناورات هي ان تتقدم القوات الاسرائيلية في وجه وابل المعلومات لوقف الصراع وسوف تواجه إسرائيل ذلك التحدي الصعب المتمثل في كيفية إنهاء المهمة التي بدأتها ضد حماس من دون إثارة غضب دولي متجدد بعد فرحة إطلاق سراح الرهائن في الأيام المقبلة.

You may also like

Leave a Comment