أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية شؤون اللاجئين نداءً عاجلاً اليوم الاثنين لجمع 4.2 مليار دولار لدعم الفئات الأكثر ضعفاً في أوكرانيا، بعد مرور ما يقرب من عامين على الغزو الروسي الواسع النطاق.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 14.6 مليون شخص في البلاد بحاجة إلى مساعدة إنسانية، ما يشكل حوالي 40 في المائة من السكان، وقد هرب 6.3 مليون شخص عبر الحدود إلى الدول المجاورة.
في مؤتمر صحفي في جنيف، أكد مارتن غريفيثس، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، على ضرورة مواصلة مساعدة الشعب الأوكراني، مشيراً إلى أنه لم يُسلم أي مكان في البلاد من الحرب وموجة الهجمات التي بدأت قبل العام الجديد مباشرة.
وفي ظل القصف المستمر على طول خط المواجهة مع روسيا وفي المدن الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة، ألقى منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة الضوء على التداعيات المدمرة للحرب على المدنيين، وخاصة في مناطق دونيتسك وخاركيف، حيث يعيش الأشخاص في منازل متضررة تفتقر إلى إمدادات المياه والغاز والكهرباء.
وأشار غريفيثس إلى أن الأشخاص في القرى المعرضة للمخاطر قد استنفدوا مواردهم الضئيلة وأنهم يعتمدون على تسليم المساعدات بالتنسيق مع الحكومة الأوكرانية للبقاء على قيد الحياة. وأفادت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن الهجمات الصاروخية واستخدام الطائرات المسيرة أجبرت الناس، وخاصة كبار السن، على البقاء في الأقبية ومنعت الأطفال من اللعب في الخارج أو الذهاب إلى المدرسة.
وتعتزم الأمم المتحدة جمع حوالي 1.3 مليار دولار هذا العام للوصول إلى 8.5 مليون من الأوكرانيين الأكثر ضعفاً داخل البلاد. وأوضحت أوتالأمم المتحدة أن هذه التمويلات ستستخدم لتوفير المساعدة الإنسانية الضرورية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والمياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم، وتعزيز الحماية وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من النزاع الدائر في أوكرانيا.
منذ بداية النزاع في عام 2014، أصبحت أوكرانيا مسرحًا لصراع مسلح بين القوات الأوكرانية والمسلحين المؤيدين لروسيا في شرق البلاد. تسبب النزاع في تدمير بنية التحتية والمنشآت الأساسية والتشريد الكبير للسكان.
إن النداء العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة يهدف إلى توفير المساعدة اللازمة للفئات الأكثر تضرراً من هذا النزاع، والعمل على تخفيف معاناتهم الإنسانية وتوفير الظروف الأساسية للعيش الكريم.
