أوروبا تعمل على خطة ترامب للسلام في أوكرانيا رغم الشكوك المتزايدة

by hayatnews
0 comment

أكدت القوى الأوروبية الثلاث الكبرى بريطانيا وفرنسا وألمانيا خلال قمة استضافتها لندن، أنها ستواصل العمل مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا، رغم الشكوك الكبيرة المحيطة بجدواها وشروطها المجحفة بالنسبة لكييف.

فبعد اجتماع استمر ساعتين في داونينغ ستريت شارك فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلص البيان الختامي إلى أن أوروبا ستتعامل مع الخطة الأميركية “بهدف استكمالها بالمساهمات الأوروبية بالتنسيق الوثيق مع أوكرانيا”.

وشدد البيان الأوروبي على أن العمل سيتم “تكثيفه لتزويد أوكرانيا بضمانات أمنية قوية”، وهو ما ترى فيه كييف بندًا أساسيًا لأي مفاوضات مستقبلية.

وتأتي هذه التعهدات في ظل مخاوف أوكرانية — بل وغربية أيضًا — من أن خطة واشنطن تدفع نحو صفقة سلام تقوم على تنازلات إقليمية واسعة، إذ تنص على أن تتخلى أوكرانيا عن الـ15٪ المتبقية من دونباس، وهي منطقة دفاعية حيوية.

وكان المستشار الألماني قد عبّر علنًا قبل الاجتماع عن “تشككه” في الخطة الأميركية، مؤكدًا أن التنازل الإقليمي بهذا الحجم سيؤدي إلى “إضعاف غير مقبول” للدولة الأوكرانية.

أما ماكرون فقال إن أوروبا لا تزال تملك “أوراق قوة مهمة”، مشيرًا إلى أن العقوبات الأخيرة أثرت بشدة على الاقتصاد الروسي.

في المقابل، أثنى رئيس الوزراء البريطاني ستارمر على جهود ترامب لتحقيق “اختراق دبلوماسي”، لكنه شدد على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات أمنية “صارمة” تمنع بوتين من إعادة إشعال الحرب في المستقبل.

خشية أوروبية من تراجع الالتزام الأميركي

تأتي القمة في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن إدارة ترامب بدأت تشعر بالإنهاك من المسار الدبلوماسي الطويل للحرب، وسط مؤشرات على إمكانية تقليص الدعم العسكري والاستخباراتي لكييف.

وأي خفض من هذا النوع سيضع مسؤولية أكبر على عاتق الأوروبيين لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، تجنبًا لسيناريو قد تُكافأ فيه روسيا على عدوانها.

كما أثار نشر استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة جدلاً واسعًا في أوروبا، إذ جعلت من تحسين العلاقات مع موسكو أولوية، بينما تضمنت أيضًا صياغات اعتبرتها عواصم أوروبية “مقلقة” بشأن هوية القارة وتداعيات الهجرة، واعتبرتها لندن وباريس وبرلين خروجًا عن التوافق الغربي التقليدي.

ضغط ترامب على زيلينسكي

من جهته، صعّد ترامب ضغوطه على زيلينسكي، معتبرًا أن الرئيس الأوكراني “غير مستعد” بعد لتوقيع الاتفاق المقترح. وقال إن زيلينسكي “لم يقرأ بعد” المسودة الأميركية، ما وصفه بأنه “مخيب للآمال”.

ورد زيلينسكي جاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن بلاده “مصممة على العمل بحسن نية مع الشركاء الأميركيين لتحقيق سلام حقيقي”. وأضاف أن أوكرانيا لن تقبل بأي صيغة سلام لا تحمي سيادتها ووحدة أراضيها.

وفي تصريحات لافتة، أكد كيث كيلوج، المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا، أن المفاوضات وصلت إلى “الأمتار العشرة الأخيرة”، وأن الخلافات الجوهرية تتركز في قضيتين: وضع دونباس، والسيطرة على محطة زابوريجيا النووية.

وإحدى النقاط الشائكة الأخرى تتمثل في الضمانات الأمنية الأميركية، إذ تريد بعض القوى الأوروبية—ضمن ما يسمى “تحالف الراغبين”—نشر قوات في أوكرانيا كوسيلة ردع ضد روسيا، وهو ما تعتبره موسكو تجاوزًا لخطوطها الحمراء.

وعلى الأرض، تستمر روسيا في عملياتها العسكرية دون توقف. ففي يوم الأحد فقط، أسفرت ضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ عن مقتل أربعة مدنيين في منطقة سومي، بينما تسبب هجوم آخر في اندلاع النيران في مبانٍ سكنية.

ويضع هذا الواقع الميداني ضغوطًا إضافية على المفاوضات. فبينما تتحدث واشنطن وحلفاؤها عن “تقارب” محتمل خلال الأيام المقبلة، تشير التطورات على الأرض إلى أن روسيا لم تُظهر بعد أي مؤشر على استعداد جدي لوقف الحرب.

You may also like

Leave a Comment