تصاعدات التحذيرات من تحول الصراع الداخلي في السودان إلى حرب أهلية مدمرة في وقت أفادت إحصائيات دولية بوفاة 551 شخصا وإصابة 4,926 بجراح.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الوضع في السودان يصبح أكثر إثارة للقلق يوماً بعد يوم مع استمرار احتدام القتال وتدهور الوضع الأمني.
وقال غوتيريش إن السودان يواجه “كارثة إنسانية”، حيث أصبح ملايين الأشخاص محاصرين في القتال ويواجهون انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد.
وأضاف: “هذه مأساة لشعب السودان وتهديد آخر للأمن في منطقة الساحل وشرق أفريقيا”.
وفر أكثر من 100 ألف شخص من البلاد منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتتوقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن حوالي 800 ألف شخص قد يغادرون البلاد في الأيام والأسابيع القادمة مع استمرار المعارك.
وشدد غوتيريش على ضرورة وقف القتال على الفور “قبل أن يتحول هذا الصراع إلى حرب أهلية يمكن أن تدمر البلاد وتحدث اضطرابات بالمنطقة لسنوات قادمة”.
وقال إنه يجب على جميع الأطراف نزع فتيل التوترات، والجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على هدنة مستقرة ودائمة.
وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل يداً بيد مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد)، داعيا إلى ضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية ودون عوائق للسماح بتوزيع المساعدات على المحتاجين بشكل فوري.
في هذه الأثناء أفادت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية بوفاة 551 شخصا وإصابة 4,926 بجراح، نقلا عن وزارة الصحة السودانية، بعد ثلاثة أسابيع من القتال العنيف في السودان.
لكن مارغريت هاريس رجحت أن تكون الأعداد الحقيقية للضحايا أعلى من ذلك بكثير.
وقالت السيدة هاريس إن 25 في المائة من الناس يموتون لأنهم لم يتلقوا علاجا لإيقاف نزيف الدم بعد إصابتهم.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن خدمات الرعاية الصحية آخذة في التدهور بسرعة في العاصمة الخرطوم، مبينة أن قلة قليلة من المستشفيات تعمل بكامل طاقتها، أما الغالبية العظمى منها- أي أكثر من 60 في المائة- لم تعد تعمل بالشكل المناسب.
وأضافت “تسببت الهجمات على مرافق الرعاية الصحية- والبالغ عددها 28 هجوما- في مقتل ثمانية أشخاص من العاملين في المجال الطبي وجرح 18 آخرين. وتشمل الهجمات النهب، وعرقلة الوصول إلى الرعاية الصحية، والهجمات العنيفة باستخدام الأسلحة، واحتلال المرافق بالقوة”.
على صعيد ذي صلة، أفادت منظمة اليونيسف بمقتل 190 طفلا وجرح 1,700 آخرين منذ بدء القتال في الفترة بين 15 نيسان/أبريل (بدء القتال) وحتى 21 نيسان أبريل، مما يعني أن سبعة فتيان أو فتيات يقتلون أو يصابون على رأس كل ساعة.
وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر للصحفيين في جنيف إن هذه الأرقام صادرة من بؤر النزاع الساخنة في الخرطوم ودارفور.
وأضاف أن هذه الأرقام ليست سوى تلك التي ترد إلى المرافق الصحية، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد مدى فداحة هذا العنف وتأثيره على الأطفال.