أعادت ألمانيا فتح سفارتها في سوريا بعد 13 عاما من إغلاق بعثتها في دمشق أبوابها عندما قمع الرئيس السابق بشار الأسد انتفاضة شعبية بعنف واندلعت حرب أهلية وحشية في البلاد.
وتأتي إعادة فتح البعثة بعد ثلاثة أشهر من الإطاحة بالسيد الأسد من السلطة على يد تحالف من المتمردين بقيادة خليفته المعين حديثًا، أحمد الشرع ، في هجوم سريع للمتمردين أنهى أكثر من 50 عامًا من حكم عائلة الأسد لسوريا.
كما يأتي إعادة فتح البعثة الدبلوماسية رغم اندلاع أعمال عنف دامية على الساحل السوري، معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، حيث خاضت قوات الأمن الموالية للحكومة الجديدة معارك مع موالين للنظام السابق.
وأفادت منظمات رصد، مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل مئات المدنيين، معظمهم من العلويين.
وافتتحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك السفارة الألمانية في العاصمة السورية، في زيارتها الثانية للعاصمة السورية منذ الإطاحة بالرئيس الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
وقالت إنها ستستغل هذه الزيارة لإبلاغ الحكومة السورية بأن “بداية جديدة” بين أوروبا وألمانيا من جهة وسوريا من جهة أخرى مشروطة بتمتع جميع السوريين بالحرية والأمن، بغض النظر عن معتقداتهم أو جنسهم أو عرقهم.
وأضافت أن تصاعد العنف الأخير قد قوّض الثقة بالسلطات السورية، وأن غالبية السكان “تخشى ألا تكون الحياة في سوريا المستقبلية آمنة لجميع السوريين”. “لقد أفقدت موجات العنف المروعة التي اندلعت قبل أسبوعين ثقة الناس بها بشكل كبير”.
وفي منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيعيد فتح بعثته في سوريا للعمل مع القادة الجدد في البلاد.
في يناير/كانون الثاني، أعلنت المجر، العضو في الاتحاد الأوروبي، أنها ستعيد فتح سفارتها في دمشق. وكانت تركيا، الداعم الرئيسي للمتمردين الذين تحولوا إلى حكام، وقطر من أوائل الدول التي أعادت فتح سفاراتها في العاصمة السورية في منتصف ديسمبر/كانون الأول، بينما أعادت إسبانيا فتح سفارتها في يناير/كانون الثاني.
