تراجعت أسعار النفط بأكثر من 3% في مستهل التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، وسط توقعات بزيادة إنتاج تحالف “أوبك+” في المستقبل القريب.
فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.04 دولار للبرميل، أي بنسبة 3.33%، ليصل سعر البرميل إلى 59.25 دولار، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.10 دولار للبرميل، أي بنسبة 3.60%، ليصل إلى 56.19 دولار للبرميل.
هذا التراجع في الأسعار يأتي في وقت حساس لأسواق النفط، مع تكهنات بأن “أوبك+” قد تسارع في اتخاذ قرار بزيادة الإنتاج بشكل أسرع مما كان متوقعًا.
ومن المعروف أن تحالف “أوبك+”، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة مثل روسيا، كان قد قرر في وقت سابق زيادة الإنتاج بشكل تدريجي.
ومع ذلك، يبدو أن هناك اتجاهًا لزيادة الإمدادات بشكل أسرع من المتوقع بسبب تحسن بعض اقتصادات العالم، مما يعزز الحاجة إلى تكثيف الإنتاج لمواكبة الطلب المتزايد.
وتخشى الأسواق من أن أي زيادة سريعة في الإنتاج قد تؤدي إلى زيادة العرض في السوق، وهو ما سيضغط على الأسعار. خاصة في ظل توقعات بأن النمو الاقتصادي العالمي قد يبدأ في التعافي في وقت لاحق من العام، مما قد يؤدي إلى زيادة في الطلب على النفط.
ومع ذلك، تشير بعض التحليلات إلى أن هذه الزيادة في الإنتاج قد لا تكون كافية لتعويض التباطؤ الاقتصادي في بعض المناطق، بما في ذلك الصين، التي تعد من أكبر مستهلكي النفط في العالم.
من جانب آخر، تشير البيانات الاقتصادية إلى أن الإنتاج في بعض البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، بدأ في التعافي تدريجيًا. هذا التعافي من المتوقع أن يعزز العرض ويزيد من الضغوط على الأسعار. في حين أن أسواق النفط قد تكون في مرحلة تقلبات كبيرة، فإن أي زيادة كبيرة في الإنتاج قد تؤدي إلى خفض الأسعار بشكل إضافي.
كما تترقب الأسواق الاجتماع المقبل لتحالف “أوبك+” والذي من المتوقع أن يتم فيه مناقشة هذه الزيادة في الإنتاج. ويأتي هذا في وقت تزداد فيه المخاوف بشأن كيفية تأثير هذه الزيادة على استقرار الأسعار في المستقبل، خاصة في ظل متغيرات السوق التي قد تؤثر على الطلب والعرض بشكل غير متوقع.
في المقابل، هناك أيضًا بعض المخاوف المتعلقة بتأثير هذه الزيادات في الإنتاج على الموازين المالية لبعض الدول المنتجة للنفط، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على أسعار النفط المرتفعة لضمان استقرارها المالي.
بالتالي، قد يكون هذا التراجع في الأسعار مقلقًا لبعض تلك الدول، التي قد تواجه تحديات في إدارة اقتصاداتها إذا استمرت أسعار النفط في الانخفاض.
وتواصل أسواق النفط التفاعل مع التوقعات المتعلقة بزيادة الإنتاج من قبل “أوبك+”، وسط ترقب لمعرفة ما إذا كانت تلك الزيادة ستكون كبيرة بما يكفي للتأثير على الأسعار في المستقبل القريب.