سجلت أسعار النفط انخفاضًا أسبوعيًا جديدًا مع تصاعد المخاوف بشأن فائض المعروض في السوق العالمية، مدفوعة بزيادة المخزونات الأميركية واستعداد تحالف أوبك+ لمناقشة رفع إضافي للإنتاج في اجتماعه المقرر الأحد.
وقد هبط خام برنت بنسبة 2.2% ليصل إلى 65.50 دولارًا للبرميل فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 2.5% ليبلغ 61.87 دولارًا.
ويأتي هذا الانخفاض بعدما أظهرت بيانات أميركية ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، مخالفًا توقعات المحللين الذين رجّحوا انخفاضها.
أوبك+ تحت الأضواء
يترقب المستثمرون اجتماع أوبك+ يوم الأحد، حيث يتوقع أن تناقش المجموعة تسريع خطوات استعادة الإنتاج المعلق.
في الأشهر الماضية، رفعت المجموعة إنتاجها على مراحل: 411 ألف برميل يوميًا في مايو ويونيو ويوليو، ثم 548 ألف برميل يوميًا في أغسطس، وأخيرًا 547 ألف برميل يوميًا هذا الشهر.
الهدف المعلن هو استعادة الحصة السوقية المفقودة، حتى وإن كان ذلك على حساب الأسعار.
لكن محللين يرون أن وتيرة الزيادات ما زالت أقل من حصص الإنتاج المقررة، ما يعني أن أي قرار جديد لن يترجم مباشرة إلى فائض ضخم بالأسواق.
تأثير مباشر على السوق الأميركية
الضغوط على الأسعار انعكست على شركات النفط الأميركية، حيث أعلنت كونوكو فيليبس هذا الأسبوع عن خطط لخفض قوتها العاملة بنسبة تصل إلى 25%.
كما أظهر مسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أن منتجي النفط الصخري يحتاجون إلى متوسط سعر يبلغ 65 دولارًا للبرميل لتحقيق الربحية، فيما تؤكد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبتها في أن يبلغ متوسط الأسعار نحو 50 دولارًا.
وقال جيوفاني ستونوفو، الاستراتيجي في بنك UBS، إن “جزءًا من الانخفاض مرتبط بضعف بيانات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة، إضافة إلى الترقب لزيادة محتملة في إنتاج أوبك+”.
واعتبر إيبك أوزكارديسكايا، المحلل في بنك سويسكوت، أن “التجار يستغلون احتمالات زيادة المعروض للبيع في السوق، رغم استمرار المخاطر الجيوسياسية التي تحد من هبوط الأسعار بشكل أكبر”.
ويتوقع خبراء أن تتراوح أسعار النفط بين 60 و62 دولارًا للبرميل في الأجل القصير، مع بقاء الحرب في أوكرانيا واحتمالات التصعيد الروسي عاملًا مقيّدًا لتراجع أعمق.
توقعات الطلب والإمدادات
رفعت أوبك الشهر الماضي توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2026، متوقعة نموًا بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا، مدعومًا بالزخم الاقتصادي.
في المقابل، عدّلت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها، متوقعة نمو الإمدادات العالمية بمقدار 2.5 مليون برميل يوميًا هذا العام، قبل أن يتباطأ إلى 1.9 مليون برميل يوميًا في 2026.
وقد خفضت الوكالة أيضًا توقعاتها لنمو الطلب إلى 680 ألف برميل يوميًا، بدلًا من 700 ألف.
ويتوقع بنك جوليوس باير أن يتجه السوق إلى فائض في المعروض مع نهاية موسم القيادة الصيفي في الغرب وانتهاء ذروة استهلاك الطاقة في الشرق الأوسط.
