تحليل أمريكي: التقاء مصالح إماراتي سعودي مع إسرائيل في أزمة السودان

by hayatnews
0 comment

تلقي مصالح إسرائيل مع ثلاث دول عربية هي الإمارات ومصر والسعودية في مصالح مشتركة في أزمة السودان والاقتتال الداخلي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من شهر.

وقال (Arab Center Washington DC) في مقال تحليلي، إن كلا من مصر والسعودية والإمارات وإسرائيل تتفق على عدم تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية في السودان، لكن مصالحها الفردية المتضاربة، وما تبعه من دعم لطرف على حساب الآخر، ساهمت في الصراع السوداني الراهن.

وأشار المركز إلى أنه منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان قتالا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو (حمديتي)، ما أودى بحياة أكثر من 600 مدني وأصاب ما يزيد على 51 ألفا وشرد حوالي 700 ألف.

وتوصل الطرفان يوم الخميس الماضي، إلى توافقات مبدئية، لاسيما بشأن تخفيف معاناة السكان عبر تدابير فورية، ويواصلان مباحثات مباشرة في السعودية على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل النزاع بالحوار.

وبين البرهان وحميدتي خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن انقلب عليهم البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي، عبر إجراءات استثنائية في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.

وقال التحليل إنه “مثل النزاعات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لعبت الجهات الخارجية، بما فيها مصر والسعودية والإمارات وإسرائيل، دورا رئيسيا في تفاقم الأزمة المستمرة في السودان”.

وذكر أنه “على الرغم من أنهم يشتركون في هدف واحد، وهو منع السودان من وجود حكومة مدنية وديمقراطية على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن مصالحهم الفردية وأجنداتهم المتباينة ساهمت بشكل كبير في الصراع الراهن، حيث اختاروا دعم جانب على الآخر لخدمة مصالحهم الخاصة”.

وبحسب المركز “استرشدت سياسة (الرئيسي المصري عبدالفتاح) السيسي في السودان (الجار الجنوبي لمصر) بثلاثة أهداف أساسية، أولا، سعى إلى تعزيز الحكم العسكري في السودان كي يتمكن من السيطرة عليه وتوجيهه لمصالح مصر، وثانيا، كان يهدف إلى ضمان ألا ينتهج السودان سياسة خارجية مستقلة قد تؤثر على مصالح مصر، لا سيما فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي الكبير على نهر النيل”.

وأشار إلى أن السيسي كان يهدف إلى منع السودان من أن يصبح دولة فاشلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحديات سياسية وجيوستراتيجية واقتصادية وإنسانية كبيرة لمصر، لا سيما أنها تواجه حاليا أزمة اقتصادية حادة.

وتابع “لكن استراتيجية السيسي في السودان حققت عكس هذه المصالح تماما، فعبر دعم الحكم العسكري، لم يؤد نظام السيسي إلا إلى تأجيج الانقسامات والخلافات، ليس فقط بين القوات العسكرية والقوى المدنية ولكن أيضا بين الجيش وقوات الدعم السريع”.

وأضاف أنه “عندما ظهر الخلاف بين البرهان وحميدتي، انحازت حكومة السيسي إلى جانب البرهان بدلا من العمل كوسيط محايد، وكان السيسي يعتقد أن البرهان كان شريكا موثوقا به يحافظ على مصالح مصر”.

أما دعم السعودية للجيش السوداني والبرهان، وفقا للعناني، “فتحركه عدة أهداف، أولا، تسعى المملكة إلى حماية مصالحها الاستراتيجية في منطقة البحر الأحمر من المنافسين الإقليميين والدوليين المحتملين، مثل تركيا وإيران والإمارات وروسيا، ويشمل ذلك تأمين الممرات البحرية والوصول إلى الموارد الطبيعية والحفاظ على الاستقرار والأمن بالمنطقة”.

كما يُعد تركيز السعودية على أمن البحر الأحمر جزءا من رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد السعودي وجعله مركزا عالميا للتجارة والابتكار والسياحة”.

فضلا عن ذلك تسعى المملكة إلى حماية استثماراتها الاقتصادية والمالية في مختلف القطاعات بالسودان، وتهتم بتعزيز دورها الناشئ كقوة إقليمية وتأكيد مكانة محمد بن سلمان كقائد إقليمي جديد، ولذلك سهلت السعودية، بدعم أمريكي، خلال الأيام الماضية المحادثات المباشرة بين الفصائل المتصارعة في السودان.

أما الإمارات فإنها أقامت علاقات قوية مع حميدتي في السنوات الأخيرة، معترفة به كحليف رئيسي يمكنه تعزيز مصالحها المتنوعة في السودان والمنطقة الأوسع، فأولا تسعى الإمارات إلى استئصال بقايا النظام السوداني السابق (الرئيس عمر البشير 1989-2019)، وتحديدا الإسلاميين.

وبحسب التحليل تهدف الإمارات إلى حماية مصالحها الاستراتيجية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وثالثا استثمرت الإمارات في القطاع الزراعي السوداني لتأمين إمداداته الغذائية.

وزودت الإمارات حميدتي، الذي جمع ثروة كبيرة من تداول الذهب، بمنصة لإدارة شؤونه المالية وعرضت دعم العلاقات العامة لقوات الدعم السريع. ويُقال إن أمير الحرب الليبي خليفة حفتر، الحليف الرئيسي للإمارات، يقدم دعما عسكريا لقوات الدعم السريع.

وتشير تقارير إلى أن حفتر أرسل الوقود والأسلحة والموارد الأخرى لمساعدة حميدتي ضد البرهان. وكان التحالف بين الإمارات وحفتر وحميدتي جانبا مهما من المشهد الأمني والجيوسياسي في السودان وشمال إفريقيا لعدة سنوات.

بموازاة ذلك فإنه منذ بدء المواجهة العسكرية بين البرهان وحميدتي، تشعر إسرائيل بقلق عميق من تأثيرها على آمال تطبيع العلاقات مع السودان.

وثمة توقعات بأن أي حكومة مدنية في الخرطوم سترفض التطبيع مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

وفي 2020، اتفق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات، لكنهما لم يوقعا بعد على معاهدة شاملة لعملية التطبيع (بانتظار تشكيل حكومة مدنية ومجلس تشريعي)، وهذا التطبيع من شأنه أن يعزز المصالح الجيوستراتيجية لإسرائيل في البحر الأحمر ومنطقة شرق أفريقيا، لا سيما في القرن الأفريقي.

ومن شأن مثل هذا التطبيع أن يقوي نفوذ إسرائيل في دول أفريقيا جنوب الصحراء، التي أقامت معها بالفعل علاقات قوية على مدى العقود القليلة الماضية، وستستفيد إسرائيل من موارد السودان الزراعية والطبيعية الوفيرة.

وكل من البرهان وحمديتي أبدى اهتماما شديدا بتعميق علاقاته مع إسرائيل، كلُ من أجل مصالحهما الخاصة، وحاول حميدتي إنشاء قنوات اتصال مستقلة مع إسرائيل لتعزيز أجندته في السودان.. وعرضت إسرائيل التوسط بين الطرفين المتحاربين لإنهاء القتال.

ورأى التحليل أن المسؤولين الإسرائيليين “يبدون منقسمين حول الجانب الذي يجب دعمه، إذ أقامت الخارجية الإسرائيلية علاقات وثيقة مع البرهان، بينما يميل مسؤولو الموساد (الاستخبارات الخارجية) إلى دعم حميدتي بسبب علاقته القوية مع الإمارات (طبَّعت العلاقات مع إسرائيل في 2020)، التي تربط الموساد بها علاقات قوية ويعتبرها حليفا مهما”.

You may also like

Leave a Comment