أكدت مصر أن قمة عربية طارئة ستعقد في القاهرة الشهر الجاري بناء على طلب فلسطين، لبحث “التطورات الخطيرة في القضية الفلسطينية”.
وستُعقد المحادثات في السابع والعشرين من فبراير/شباط وسط إدانة عالمية لاقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة “ستسيطر على قطاع غزة” وتطوره إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. وأضاف ترمب أن الفلسطينيين سيُنقلون من غزة إلى دول مثل مصر والأردن.
وقالت مصادر دبلوماسية إن القمة تهدف إلى بلورة موقف عربي موحد ضد مقترحات ترامب، على أمل ثني الرئيس الأميركي عن متابعة مقترحه.
وقد أعلنت مصر، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والتي تقع على حدود غزة وإسرائيل، معارضتها الشديدة لتهجير سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أثناء إعادة إعمار غزة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر لن تكون جزءا من إبعاد الفلسطينيين من غزة.
وأثارت مقترحات ترامب غضب الفلسطينيين والعرب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وأعادت تصريحاته إلى الأذهان ذكريات مريرة عن النكبة، عندما فر 700 ألف فلسطيني من منازلهم أثناء إنشاء إسرائيل في عام 1948.
كما أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات تحريضية لقناة تلفزيونية إسرائيلية، قائلاً: “يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية – لديهم الكثير من الأراضي هناك”.
وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا شديد اللهجة، الأحد، اتهمت فيه إسرائيل بارتكاب “جرائم متواصلة” و “تطهير عرقي” في فلسطين.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الأحد إن التفكير وراء تصريحات نتنياهو “غير مقبول ويعكس انفصالا كاملا عن الواقع”، مضيفا أن مثل هذه الأفكار “ليست أكثر من مجرد خيالات أو أوهام”.
كانت مصر حليفاً وثيقاً لواشنطن لمدة نصف قرن تقريباً، حيث تلقت مليارات الدولارات من المساعدات. وتتلقى البلاد 1.3 مليار دولار سنوياً كجزء من برنامج المساعدات العسكرية الذي مكنها من تحديث جيشها. كما تبادلت مصر والولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية وتعاونتا في عمليات مكافحة الإرهاب.
وتشير التقارير إلى أن السيسي من المقرر أن يزور واشنطن هذا الشهر لإجراء محادثات مع ترامب، لكن البيت الأبيض والرئاسة المصرية لم يؤكدا الزيارة. وسافر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى واشنطن يوم الأحد.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن عبد العاطي سيلتقي كبار المسؤولين في إدارة ترامب ، وكذلك أعضاء الكونجرس.
وذكرت الوزارة إن “الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية التي تربط مصر والولايات المتحدة والتشاور بشأن التطورات الإقليمية”.
