كيف أصبحت قطر الحليفَ الأهم لترامب في جهود السلام بالشرق الأوسط؟

by hayatnews
0 comment

في ولايته الثانية، انتقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خطابٍ متشكك تجاه الدوحة إلى احتفاءٍ غير مسبوق بدورها، لتصعد قطر إلى موقع “الشريك الحاسم” في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الأسرى، ثم كبوابةٍ لملفات وساطةٍ أوسع تمتد من طالبان إلى الحوثيين وإيران وفنزويلا. كيف حدث هذا التحول؟ وما أدواته ومآلاته؟

من القطيعة الخطابية إلى شراكة المصلحة

تحول المزاج الرئاسي: بعدما اتهمت الدوحة علنًا في 2017، أعادت السنوات اللاحقة تعريف الصورة داخل البيت الأبيض عبر ثلاثة مسارات: أولوية قاعدة العديد عسكريًا، قنوات اتصال مستمرة على أعلى مستوى، وحزمة ضغطٍ سياسية–قانونية شرحت أهمية قطر في شبكة المصالح الأميركية.

العامل الشخصي: حافظ الأمير تميم وترامب على تواصل مباشر حتى خارج المناصب الرسمية، ما وفر “خطًا ساخنًا” يحول التعقيدات إلى تفاهمات عملية بسرعة.

وساطة لا غنى عنها في ملف غزة

قابلية الوصول إلى الأطراف الصعبة: تمتلك الدوحة ما لا يمتلكه غيرها: قنوات محدثة مع حماس وإسرائيل ووسطاء إقليميين، وقدرتها على جمع خصومٍ لا يجلسون عادةً في غرفة واحدة جعلتها مُيسرًا لا يُستبدل.

اختراقات مفصلية: لعبت قطر دورًا مباشرًا في لحظات “عنق الزجاجة” خلال مفاوضات القاهرة، بما في ذلك ترتيب لقاءات مغلقة وتهيئة الأرضية اللوجستية والسياسية لتنفيذ تبادل الأسرى وتثبيت الهدنة في الليلة ذاتها.

تصميم هندسي للحل: شاركت في بلورة خطوط خطةٍ متعددة البنود (وقف نار، مسارات إنسانية، ترتيبات أمنية)، بما جعلها شريكًا في البناء لا ناقل رسائل فحسب.

مكاسب متبادلة تعمق التحالف

سياسة “صانع الصفقات”: يسعى ترامب إلى إطلالةٍ دولية ممهورة بنتائج ملموسة؛ وقطر تمنحه “آلة تنفيذ” موثوقة في ملفات شائكة.
تعزيز أمني–مؤسسي: أُقِرت ترتيبات دفاعية وتعاونية جديدة، وتوسعت مجالات الشراكة إلى التدريب والاستخبارات والدبلوماسية الإنسانية.

شبكات الأعمال والعقار: تراكمت على الهامش علاقات تجارية واستثمارية تحمل قيمة سياسية: تخلق مصالح طويلة الأمد تُقوي ليونة القرار وتدفع إلى حماية مسار التهدئة.

أدوات نفوذ قطر: لماذا تنجح حيث يفشل الآخرون؟

بنية وساطة متخصصة: فرق محترفة تتقن تفاصيل “اليوم التالي” (ممرات إنسانية، تبادل، قوائم سجناء، ترتيبات معابر)، وتعمل بمنطق إدارة المخاطر لا الشعارات.

حيز الثقة المتبادل: علاقة عملية مع أطراف متباعدة (واشنطن، القاهرة، تل أبيب، حماس، طالبان، عواصم خليجية وإقليمية) تسمح بصفقات “الحافة” التي تتطلب التزامًا سريعًا وحساسية أمنية عالية.

سرعة القرار: قدرة على اتخاذ إجراءات تنفيذية (نقل، استقبال وفود، ترتيبات أمنية) في ساعات، لا أسابيع؛ وهذه ميزة حاسمة في صفقات الأسرى ووقف النار.

كوابح داخل المعسكر الأميركي… لكنها لا تعطل المسار

اعتراضات يمينية وجدل الكونغرس: بروز أصوات تنتقد “تمكين قطر” أو تعترض على ترتيبات دفاعية لم تُشرح مسبقًا.

إدارة التوترات مع إسرائيل: حادثة الضربة في الدوحة كشفت حدود التنسيق، لكن تبِعها احتواء سريع وترتيب إيماءة اعتذارية علنية، ما عكس أولوية الحفاظ على قناة الدوحة بالنسبة للبيت الأبيض.

ماذا بعد غزة؟ اختبارات المرحلة التالية

نزع السلاح وترتيبات الحكم: سيُقاس نجاح الشراكة على قدرتها في الربط بين المتطلبات الأمنية الإسرائيلية والحدود السياسية والإنسانية الفلسطينية، من دون نسف أرضية الهدنة.

توسيع محفظة الوساطات: تتحرك قطر بالتوازي في ملفات أفريقية وأميركية لاتينية وآسيوية؛ كل نجاح إضافي يثبت “اعتياد” واشنطن على الاعتماد عليها.

إدارة شبهة تضارب المصالح: كلما اتسعت شبكة الأعمال الموازية، تعاظمت الحاجة إلى شفافية واتصالٍ مدروسين كي لا تتحول نقطة القوة إلى عبء سردي على المسار السياسي.

You may also like

Leave a Comment