قطر تراهن على الغاز الطبيعي المسال لمواجهة الطموحات الأميركية في سوق الطاقة

by hayatnews
0 comment

بينما تتجه الولايات المتحدة، نحو زيادة إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي المسال، تكثّف قطر جهودها لتعزيز هيمنتها العالمية في هذا القطاع عبر استثمارات ضخمة من شأنها مضاعفة قدرتها التصديرية خلال السنوات القليلة المقبلة.

في منتدى قطر الاقتصادي الذي عُقد في الدوحة، أكد وزير الطاقة القطري سعد الكعبي أن الغاز الطبيعي سيظل جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة. وقال الكعبي: “لا يوجد نقص في المشترين المستعدين لتوقيع عقود طويلة الأمد”. وتأتي هذه التصريحات في وقت ضخت فيه الدوحة عشرات المليارات من الدولارات لتوسيع منشآتها المحلية، إلى جانب استثمارها في محطة “غولدن باس” في ولاية تكساس الأميركية بالشراكة مع شركة “إكسون موبيل”.

ومن المقرر أن تبدأ منشآت الغاز الجديدة في قطر بإنتاجها الفعلي العام المقبل، ما يضعها في مواجهة مباشرة مع الطفرة المتوقعة في الصادرات الأميركية من الغاز المسال. وتشهد السوق العالمية أيضاً تحركات مماثلة من دول أخرى، مثل سلطنة عُمان وكندا، فيما قد تعود روسيا إلى المنافسة في حال تسوية الحرب في أوكرانيا وتخفيف العقوبات الغربية عليها.

لكن هذا التوسع العالمي يأتي في وقت حذّرت فيه الوكالة الدولية للطاقة من أن الطلب العالمي على الوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز، قد يتوقف عن النمو بحلول نهاية هذا العقد، مما قد يفرض ضغوطًا هبوطية على الأسعار العالمية.

ورغم هذه التحذيرات، يبدو أن قطر تراهن على مرونة الطلب، خصوصًا في آسيا. الكعبي يرى أن الزيادة في الإنتاج الأميركي ستُوجَّه بشكل أساسي إلى أوروبا، في حين ستحافظ قطر على علاقاتها التجارية القوية في الأسواق الآسيوية، لا سيما مع الدول الكبرى مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية.

ومع ذلك، تواجه قطر تحديًا متزايدًا يتمثل في تباطؤ الطلب من الصين، أكبر مستورد للغاز القطري، وسط تراجع اقتصادي في البلاد وتفضيل الفحم الأرخص كمصدر بديل للطاقة. وتشير التوقعات إلى أن الصين قد تسجّل أول انخفاض سنوي في واردات الغاز منذ جائحة كورونا.

ورغم هذه المؤشرات، يعوّل الكعبي على الطفرة في الطلب من مراكز البيانات وتوسّع البنية التحتية للطاقة في الدول النامية، إضافة إلى الزيادة السكانية العالمية، كعوامل كفيلة بامتصاص أي فائض في السوق.

ومن الناحية الاقتصادية، تمثل مشاريع التوسع في الغاز فرصة استراتيجية لقطر، إذ من المتوقع أن تضيف أكثر من 30 مليار دولار سنويًا إلى إيرادات الدولة عند دخولها مرحلة الإنتاج الكامل، ما يعزز مركز قطر المالي ويمنحها قوة إضافية في سوق الطاقة العالمي.

وتبدأ قطر هذا الأسبوع جولة تسويقية جديدة في الصين لجذب مشترين لعقود طويلة الأمد، وهي اختبار حقيقي للتفاؤل القطري في ظل تقلبات السوق وتغير اتجاهات الطلب العالمي.

في ظل هذا المشهد، تبدو المنافسة بين قطر والولايات المتحدة على صادرات الغاز الطبيعي المسال مرشحة للتصاعد، خاصة إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض وسعى إلى إعادة تشكيل السياسة التجارية الأميركية، مما قد يؤثر بشكل مباشر على حركة الطاقة والأسواق العالمية.

You may also like

Leave a Comment