سوريا تصادر صواريخ في عملية ضد خلية تابعة لحزب الله: صدام جديد مع الحلفاء القدامى

by hayatnews
0 comment

أعلنت السلطات السورية أنها نفّذت مداهمة نوعية ضد خلية مسلّحة يُشتبه بانتمائها إلى حزب الله اللبناني في ريف دمشق، ما أسفر عن اعتقال عدد من أعضائها وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، بينها صواريخ غراد وقاذفات مضادة للدروع.

ووصفت وزارة الداخلية السورية العملية بأنها جاءت بعد “مراقبة دقيقة” لتحركات الخلية، مؤكدة أن عناصرها تلقوا تدريبات في لبنان وكانوا يخططون لتنفيذ “عمليات داخل الأراضي السورية”.

وقد جرت العملية في بلدتي سعسع وكناكر قرب دمشق، حيث اعتُقل عدد من المسلحين، بينما صودرت ترسانة متنوعة شملت: 19 صاروخ غراد من الحقبة السوفيتية وقاذفات صواريخ محمولة وصواريخ مضادة للدروع وأسلحة خفيفة وذخائر متنوعة.

وقال العميد أحمد الدالاتي، قائد قوات الأمن في محيط دمشق، إن “القضية أُحيلت إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية”، مؤكداً أن التحقيقات مستمرة لكشف “الصِلات والأهداف الكاملة” للخلية.

نفي حزب الله

في المقابل، نفى حزب الله الاتهامات السورية، وأصدر بياناً قال فيه: “ليس لحزب الله أي وجود أو نشاط عسكري على الأراضي السورية، وهو حريص على استقرار سوريا وأمن شعبها.”

النفي لم يبدّد الشكوك لدى السلطات السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، والتي ترى أن الحزب لا يزال يحتفظ بشبكات تسليح ومخابرات في الداخل السوري، رغم التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.

يشار إلى أن حزب الله كان أبرز داعمي نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011، وقاتل مقاتلوه على جبهات عديدة إلى جانب القوات الحكومية. لكن مع سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي على يد المتمردين، تغيرت موازين القوى:

وقد اتهمت حكومة الشرع الجديدة حزب الله لاحقاً بالتعاون مع مهربي المخدرات والأسلحة عبر الحدود اللبنانية–السورية.

كما أن الحزب حاول إظهار انفتاح حذر على السلطات الجديدة، لكن الشكوك المتبادلة سرعان ما تحولت إلى اتهامات علنية.

تحديات أمام الحكومة السورية

تواجه حكومة الشرع تحديات هائلة في إعادة بسط سيطرتها على الأراضي السورية، بعد سنوات من التفكك الأمني.

المقاتلون الأكراد لا يزالون يسيطرون على مناطق واسعة في الشمال الشرقي.

العنف في السويداء، معقل الأقلية الدرزية، يشكّل صداعاً إضافياً بعد مواجهات دامية مع القوات الحكومية.

الغارات الإسرائيلية استهدفت دمشق في يوليو/تموز، رداً على ما وصفته إسرائيل بـ”هجوم حكومي على السويداء”، ما أضعف صورة الحكومة الجديدة أمام الرأي العام.

في هذا السياق، يرى محللون أن استهداف خلية حزب الله يمثل محاولة من حكومة الشرع لإظهار قدرتها على فرض هيبة الدولة، وإرسال رسالة مزدوجة: لا مكان للولاءات القديمة، ولا تسامح مع أي قوة مسلحة تعمل خارج سلطة الدولة.

البعد اللبناني والإقليمي

على الجانب الآخر من الحدود، يواجه حزب الله ضغوطاً متزايدة داخل لبنان لنزع سلاحه، في ظل مطالبات دولية – خصوصاً من الولايات المتحدة وإسرائيل – بإنهاء نفوذه العسكري. ومع انشغال الحزب بتداعيات الحرب الأخيرة مع إسرائيل، يجد نفسه اليوم في مواجهة أزمة إضافية مع دمشق، حليفته السابقة.

المحلل السياسي اللبناني علي مراد علّق قائلاً: “ما يحدث هو تفكك تدريجي لشبكات النفوذ التي بناها حزب الله خلال عقد من القتال في سوريا. حكومة الشرع تريد أن ترسم خطاً فاصلاً بين الماضي والحاضر.”

You may also like

Leave a Comment