تونس: الهجوم على سفينة المساعدات لغزة كان مخططاً له

by hayatnews
0 comment

قالت السلطات التونسية إن الهجوم الذي استهدف سفينة مساعدات إنسانية مشاركة في أسطول الصمود العالمي، والمتجه إلى غزة، كان مدبراً، مؤكدة أنها فتحت تحقيقاً رسمياً لمعرفة ملابسات الحادث.

ويأتي ذلك بعد يومين متتاليين من تعرض سفن رئيسية في القافلة لهجمات بطائرات بدون طيار، وسط اتهامات مباشرة لإسرائيل بمحاولة إفشال المهمة الإنسانية.

وقد وقع الهجوم الأخير في ميناء سيدي بوسعيد مساء الأربعاء، حيث أصيبت سفينة المساعدات “جي إس إف” بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى اندلاع حريق على متنها.

وتمكنت فرق الحماية المدنية التونسية من السيطرة على النيران، دون تسجيل أي إصابات بين الطاقم أو المتطوعين.

وقالت وزارة الداخلية التونسية إنها تواصل التحقيقات، دون أن توجه اتهاماً مباشراً لأي طرف، لكنها شددت على أن العملية كانت “مخططاً لها” وليست حادثاً عرضياً.

دعم شعبي ورسمي واسع

أثارت الحادث موجة غضب داخل تونس، حيث اعتبرته الأوساط السياسية والشعبية اعتداءً على السيادة الوطنية ومحاولة مكشوفة لإجهاض جهود التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، تجمع آلاف التونسيين على شاطئ سيدي بوسعيد لدعم النشطاء على متن السفن، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو إلى كسر الحصار عن غزة.

ويُعد هذا الأسطول واحداً من أكبر القوافل البحرية التي توجهت نحو غزة حتى الآن، ويضم مئات الناشطين من 44 دولة مختلفة.

شخصيات بارزة على متن الأسطول

يحظى أسطول الصمود العالمي بدعم رمزي وسياسي كبير، حيث يشارك فيه ناشطون بارزون، من بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، والسياسية البرتغالية اليسارية ماريانا مورتاغوا، إلى جانب برلمانيين وحقوقيين من أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.

وجود هذه الشخصيات أضفى زخماً دولياً على المبادرة، وأحرج الحكومات الغربية التي تواجه ضغوطاً متزايدة لوقف دعمها غير المشروط لإسرائيل، في ظل الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة.

وقد وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، الهجوم بأنه “اعتداء على السيادة التونسية”، مؤكدة أن استهداف سفن المساعدات لا يشكل فقط خرقاً للقانون الدولي، بل يهدد حرية الملاحة في البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت أن “الرسالة واضحة: هناك من يريد منع أي محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، حتى لو كان ذلك عبر استخدام وسائل غير مشروعة.”

إسرائيل وصمت رسمي

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن الهجمات، سواء التي وقعت في الليلة السابقة أو الهجوم الأخير على سفينة “جي إس إف”.

غير أن منظمي الأسطول أكدوا أن هذه الاعتداءات لا تترك مجالاً للشك في أنها “محاولات إسرائيلية متعمدة” لتعطيل المهمة، واعتبروا أن تكرار الهجمات بطائرات مسيّرة في أقل من 48 ساعة دليل على وجود نية مبيتة لمنع الأسطول من الإبحار.

وتخضع غزة لحصار إسرائيلي شامل منذ عام 2007، بعد سيطرة حركة حماس على القطاع. وتقول إسرائيل إن الحصار ضروري لمنع تهريب الأسلحة إلى الحركة، بينما ترى منظمات حقوقية وإنسانية أن الحصار الجماعي يشكل عقاباً جماعياً غير قانوني أدى إلى تدهور كارثي في الأوضاع المعيشية، مع معدلات بطالة وفقر تجاوزت 70% وانهيار في القطاعات الصحية والتعليمية.

ويرى مراقبون أن الهجوم الأخير قد يدفع تونس إلى تصعيد القضية في المحافل الدولية، خاصة مع الدعم الشعبي الكبير للأسطول داخل البلاد وقد يضع ضغوطاً إضافية على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.

كما أن وجود شخصيات أوروبية بارزة على متن الأسطول يرفع من احتمالات أن تتحول القضية إلى أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية، إذا ما تم استهداف السفن مجدداً في عرض البحر.

You may also like

Leave a Comment