تلسكوب جيمس ويب يكتشف أول كوكب خارج النظام الشمسي منذ إطلاقه

by hayatnews
0 comment

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي نجح في رصد أدلة مباشرة على وجود كوكب خارج نظامنا الشمسي، في إنجاز علمي هو الأول من نوعه منذ إطلاق التلسكوب في ديسمبر 2021.

وأطلقت ناسا على الكوكب المكتشف اسم TWA 7b، مشيرة إلى أنه يدور حول نجم قريب يُعرف باسم TWA 7، يقع على مسافة تُقدّر بحوالي 34 سنة ضوئية من الأرض، ضمن كوكبة هيدرا الجنوبية. ويُصنف TWA 7b ضمن فئة الكواكب الغازية العملاقة، إذ تُقدر كتلته بنحو كتلة كوكب زحل في نظامنا الشمسي.

وبحسب ناسا، فإن الكوكب الجديد يبعد عن نجمه مسافة تقدر بنحو 50 ضعف المسافة بين الأرض والشمس، أي ما يعادل أكثر من سبعة مليارات كيلومتر. وهي مسافة تُعتبر واسعة مقارنة بالمسافات المعتادة للكواكب في أنظمتها النجمية، مما يجعل عملية رصده أكثر تعقيدًا بسبب خفوت إضاءته مقارنة بسطوع النجم الأم.

إنجاز تقني فريد

وأوضحت ناسا في بيانها أن رصد كوكب بهذا الحجم خارج النظام الشمسي يُعد إنجازًا استثنائيًا، إذ غالبًا ما يكون من الصعب التقاط صور مباشرة لكواكب مماثلة بسبب ضوء النجم الساطع الذي يُغمر أي أجسام قريبة. لكن العلماء تمكنوا من تجاوز هذه العقبة عبر تقنية تُعرف باسم التصوير عالي التباين (High-Contrast Imaging).

وتعتمد هذه التقنية على جهاز تصوير خاص يُعرف باسم كورونوغراف، يعمل على حجب وهج النجم الأم، ما يسمح بكشف الأجسام الخافتة المجاورة له مثل الكواكب أو أقراص الغبار.

وقالت ناسا في بيانها:

“بفضل قدرة تلسكوب جيمس ويب الفائقة، أصبح بالإمكان رصد كواكب بحجم زحل على مسافات بعيدة جدًا عن نجومها، وهو ما كان شبه مستحيل بالتلسكوبات السابقة.”

أهمية الاكتشاف

ويرى علماء الفلك أن اكتشاف TWA 7b يشكل خطوة مهمة لفهم تكوين الأنظمة الكوكبية خارج النظام الشمسي، خاصة تلك التي تحتوي على كواكب غازية عملاقة مثل زحل والمشتري.

ويقول الدكتور كيفين وولش، الباحث في علوم الكواكب في معهد الأبحاث الجنوب غربي الأميركي:

“هذا الاكتشاف لا يضيف فقط إلى قائمة الكواكب الخارجية المعروفة، بل يفتح أمامنا نافذة جديدة لفهم كيفية تشكل الكواكب العملاقة وكيف تتوزع حول نجومها في أنظمة شابة مثل نظام TWA 7.”

ويُعتبر نجم TWA 7 نجمًا فتيًا نسبيًا يبلغ عمره حوالي 10 ملايين سنة فقط، ما يجعله هدفًا مثاليًا لدراسة مراحل تشكل الكواكب.

آفاق مستقبلية

ويأمل العلماء في مواصلة دراسة الكوكب TWA 7b باستخدام قدرات تلسكوب جيمس ويب الأخرى، مثل المطياف، لتحليل مكونات غلافه الجوي ومعرفة ما إذا كان يحتوي على غازات مثل الميثان أو بخار الماء، وهي عناصر أساسية لفهم طبيعة هذه العوالم البعيدة.

وبهذا الإنجاز، يثبت تلسكوب جيمس ويب مكانته كأحد أهم أدوات اكتشاف الكواكب الخارجية ودراسة أسرار الكون العميق، وسط آمال بأن يكون هذا الاكتشاف مجرد بداية لسلسلة طويلة من المفاجآت العلمية المذهلة.

You may also like

Leave a Comment