كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن شركة سعودية وقعت اتفاقية لإنشاء برج باسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في جدة.
وذكرت الصحيفة أن البرج السكني الشاهق في جدة هو الأحدث من بين العديد من المشاريع التي خططت شركة الرئيس الأمريكي السابق لإنشائها في الشرق الأوسط.
ووقّعت منظمة ترامب صفقة جديدة مع شركة عقارية سعودية لبناء برج سكني شاهق في مدينة جدة، مما يوسع من علاقات العائلة الوثيقة مع المملكة.
أصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من المصادر القليلة الموثوقة لنمو العمليات التجارية لعائلة ترامب، حيث تباطأت أو توقفت الصفقات العقارية الجديدة في الولايات المتحدة منذ هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول ومنذ مغادرة الرئيس السابق دونالد ج. ترامب للبيت الأبيض.
هذه الصفقة الجديدة تشبه المشاريع الدولية الأخرى التي وقعتها عائلة ترامب على مدار العقد الماضي. فهي تقدم اسم العائلة وعلامتها التجارية إلى مطور ممول تمويلاً جيداً يتولى بناء المشروع وبيع الوحدات السكنية الفاخرة للمقيمين فيه، وتأمل أن يكون ذلك بعلاوة على أساس قابلية تسويق قوة النجومية المتصورة للرئيس السابق.
وتشمل المشاريع الأخرى مجمع منتجعات في سلطنة عمان وبطولات غولف مدعومة من السعودية في ملاعب ترامب في السنوات الأخيرة.
وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة دار جلوبال العقارية، في بيان “نحن سعداء بتعزيز علاقتنا المستمرة مع منظمة ترامب وتوسيع محفظتنا من خلال تقديم عقارات متميزة لإعادة تعريف سوق العقارات السعودية ذات النمو المرتفع”.
وذكر الشعار أن السوق المستهدف سيكون المستثمرين الدوليين والمصطافين الذين يتطلعون إلى شراء عقارات في جدة.
شركة دار جلوبال، ومقرها لندن، هي شركة تابعة لشركة دار الأركان، إحدى أكبر الشركات العقارية الخاصة في المملكة العربية السعودية، ولديها محفظة متنامية من المشاريع في الأسواق الفاخرة حول العالم.
وعادة ما تتعاون الشركة مع علامات تجارية معروفة مثل دولتشي آند غابانا ولامبورغيني كجزء من عرضها للمشترين من أصحاب الجيوب الكبيرة.
وقبل انتخاب ترامب رئيسًا في عام 2016، كانت مؤسسته تخطط لبناء برج في الشرق الأوسط، ولكن تم تعليق الصفقة، إلى جانب خطط تطوير أخرى، بعد انتخابه ووعد عائلته بعدم توقيع صفقات دولية جديدة أثناء وجوده في البيت الأبيض.
وأصبحت صفقات العلامات التجارية هذه مصدراً رئيسياً للدخل الجديد لعائلة ترامب، حيث تحصل منظمة ترامب عادةً على عدة ملايين من الدولارات عند توقيع الصفقات ثم تحصل على حصة من مبيعات الشقق أو الشقق الفاخرة.
وقال إريك ترامب في بيان له: “نحن سعداء بتوسيع نطاق حضورنا في الشرق الأوسط.
ويشمل المشروع في عُمان ملعب غولف وفندق يحملان علامة ترامب التجارية بالإضافة إلى فيلات ترامب، في مشروع تقوم شركة دار جلوبال ببنائه على أرض مملوكة لحكومة عُمان على جرف يطل على خليج عُمان.
وتظهر وثائق الإفصاح المالي أن هذه الصفقة وحدها أكسبت عائلة ترامب ما لا يقل عن 5 ملايين دولار، حتى قبل بدء البناء العام الماضي.
في العام الماضي، استدعى فريق من وكلاء المبيعات اسم ترامب للمساعدة في بيع فيلات فاخرة بأسعار تصل إلى 13 مليون دولار، واستهدف معظمهم المشترين الأثرياء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من روسيا وإيران والهند.
وهناك مصدر رئيسي آخر للإيرادات الجديدة لعائلة ترامب وهو دوري LIV للغولف، وهو الدوري الاحترافي المدعوم من صندوق الثروة السيادية السعودي.
وقد دفع الصندوق لعائلة ترامب لاستضافة إحدى بطولاته في ملعب ترامب ناشيونال دورال بالقرب من ميامي في وقت سابق من هذا العام.
وكان نجلا ترامب الأكبر سناً – إريك ودون جونيور – قد أعربا عن إحباطهما من الوعد السابق بعدم عقد صفقات دولية جديدة، ومن غير الواضح ما إذا كانا سيواصلان السعي إلى عقدها إذا عاد السيد ترامب إلى البيت الأبيض.
كما أن صندوق الثروة السيادية السعودي هو المستثمر الرئيسي في شركة الاستثمار التي أنشأها جاريد كوشنر، صهر ترامب، بعد أن ترك منصبه كمستشار للرئيس السابق في البيت الأبيض.
وأثارت هذه الصفقات مزاعم بوجود تضارب في المصالح، لا سيما الصفقات التي تشمل مباشرةً كيانات حكومية أجنبية، حيث قد تكون الجهات الأجنبية الفاعلة تعرض على عائلة ترامب شروطًا خاصة مقابل معاملة تفضيلية محتملة من ترامب إذا عاد إلى السلطة.
وقال روبرت وايسمان، رئيس منظمة Public Citizen، التي تتبعت الصفقات التجارية لعائلة ترامب عندما كان في منصبه: “إذا أصبح رئيسًا مرة أخرى، فسيكون هذا تضاربًا عميقًا في المصالح”.
في حين أن شركة دار الأركان هي شركة خاصة من الناحية الفنية، يتم تداولها في البورصة السعودية، إلا أنها تعتمد جزئياً على عقود الحكومة السعودية للحفاظ على أعمالها.
