رحّبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالجهود الرامية إلى تهدئة التوترات المتصاعدة في اليمن، وذلك بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته الكاملة على المحافظات الجنوبية، في خطوة عمّقت الانقسامات داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني.
وجاءت المواقف الأمريكية والبريطانية خلال اجتماع جمع سفيرَي البلدين لدى اليمن، ستيفن فاجين وعبده شريف، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في الرياض.
وقال السفيران في بيانٍ مشترك نُشر على منصة X إنهما ناقشا مع العليمي “المخاوف المشتركة بشأن التطورات الأخيرة في اليمن”، مؤكدَين دعم بلديهما لـ“جهود خفض التصعيد واستعادة الاستقرار”.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستواصلان دعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة “في عملهما لتعزيز أمن البلاد واستقرارها”، في إشارة إلى القلق من التحولات الميدانية التي دفعت المشهد السياسي نحو مزيد من التعقيد.
وكان مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي قد كشف أن القوات التابعة له “تحركت لتأمين المنطقة الجنوبية بأكملها”، متّهماً فصائل حكومية شمالية بـ“الفشل في خوض معركة جدية لتحرير الشمال من الحوثيين”، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وأشار المصدر إلى أن سيطرة قوات الانتقالي شملت حقولاً نفطية في حضرموت ومواقع استراتيجية في المهرة، مضيفاً أن هذه التحركات تأتي “امتداداً لنضال شعب جنوب اليمن من أجل استعادة دولته المستقلة”.
وعرض أنصار المجلس الانتقالي علم دولة الجنوب السابقة خلال تجمع حاشد في عدن يوم 8 ديسمبر، في مشهد يعكس تصاعد النزعة الانفصالية في المحافظات الجنوبية.
في المقابل، رفض رشاد العليمي بشدة سردية الانتقالي. وأكد أن الخطوات التي اتخذتها قوات المجلس “تنتهك الشروط المتفق عليها للفترة الانتقالية، وتهدد بشكل مباشر عملية صنع القرار الأمني والعسكري الموحد”.
وحذّر العليمي من أن هذه التحركات قد تعمّق الانقسامات داخل مجلس القيادة وتؤسس لـ“هياكل سلطة موازية”، الأمر الذي قد يؤدي إلى “تداعيات اقتصادية خطيرة”، بينها صعوبة دفع الرواتب، ونقص الوقود لمحطات الطاقة، وتراجع ثقة المانحين الدوليين.
ويعيش اليمن حالة حرب منذ سيطرة جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، على صنعاء ومعظم محافظات الشمال في عام 2014، ما أجبر الحكومة على الانتقال إلى عدن.
وفي العام التالي، تدخل تحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية، لكن الانقسامات الداخلية وتعدد مراكز القوى أدت إلى تعقيد مسار الحرب وجهود السلام على حد سواء.