كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على جماعة الحوثي في اليمن بإعلانها فرض حزمة جديدة من العقوبات طالت 32 فرداً وكياناً وأربع سفن، في ما وصفته وزارة الخزانة الأميركية بأنه أكبر إجراء منفرد ضد الجماعة منذ بداية الحرب اليمنية.
وقالت وزارة الخزانة إن العقوبات شملت شركات وأفراداً على ارتباط مباشر بأنشطة الحوثيين العسكرية والمالية، مع التركيز على شبكات توريد المواد والمعدات المستخدمة في تطوير القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة.
ومن بين المستهدفين شركات صينية اتُهمت بتوريد مواد كيميائية أساسية للحوثيين، يُعتقد أنها تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية، إضافة إلى تجهيزات إلكترونية تدخل في أنظمة الطائرات بدون طيار.
كما جرى إدراج أربع سفن على القائمة السوداء، متهمة بالمشاركة في عمليات تهريب النفط والوقود التي يعتمد عليها الحوثيون في تمويل عملياتهم العسكرية.
موقف واشنطن
قال جون هيرلي، أحد كبار مسؤولي وزارة الخزانة الأميركية، في بيان رسمي:
“سنواصل ممارسة أقصى قدر من الضغط على أولئك الذين يهددون أمن الولايات المتحدة والمنطقة. هذه العقوبات رسالة واضحة مفادها أن واشنطن لن تتسامح مع محاولات الحوثيين تطوير قدراتهم الهجومية أو تهديد طرق الملاحة الدولية.”
وأضاف أن الإجراءات الجديدة تهدف إلى قطع سلاسل الإمداد الحيوية للجماعة، وحرمانها من الموارد التي تسمح لها بتوسيع عملياتها ضد أهداف في اليمن والسعودية والبحر الأحمر.
وتأتي العقوبات الأميركية في وقت يتزايد فيه التوتر في المنطقة على خلفية الغارات الإسرائيلية الأخيرة في اليمن، التي استهدفت مواقع للحوثيين المدعومين من إيران وأدت إلى مقتل عشرات الأشخاص.
ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها جزء من تصعيد إقليمي أوسع يربط بين الحرب في غزة والصراع في اليمن، مع تحذيرات دولية من خطر انزلاق المنطقة إلى فوضى أكبر.
الولايات المتحدة، التي تنشر قواتها في قاعدة العديد الجوية بقطر وقواعد أخرى بالخليج، تعتبر الحوثيين تهديداً مباشراً لأمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، خصوصاً بعد استهدافهم المتكرر لسفن تجارية وعسكرية.
ردود متوقعة
حتى الآن، لم تصدر الجماعة الحوثية تعليقاً رسمياً على العقوبات الأخيرة، لكنها اعتادت وصف الإجراءات الأميركية بأنها “جزء من الحرب الاقتصادية” التي تستهدف إضعاف موقفها في الصراع اليمني.
من جانبها، حذرت منظمات إنسانية من أن العقوبات الاقتصادية قد تؤدي إلى مضاعفة معاناة المدنيين إذا لم ترافقها استثناءات واضحة للسلع الأساسية والمواد الطبية.
دلالات الخطوة
تصعيد غير مسبوق: شمول 32 كياناً وأربع سفن يجعل من هذه الحزمة الأوسع ضد الحوثيين حتى الآن.
رسالة لإيران: استهداف شركات صينية متهمة بالتعاون مع الحوثيين يعكس أيضاً محاولة أميركية لمحاصرة شبكات الدعم الخارجي المرتبطة بطهران.
تأكيد الدور الإقليمي: واشنطن تسعى إلى طمأنة شركائها في الخليج بأنها ملتزمة بمواجهة التهديدات الحوثية، خصوصاً بعد التوترات الأخيرة مع إسرائيل وقطر.