أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق أمام مجلس الأمن الدولي، أن العراق يستعد لرسم مساره الخاص بعد أن تغلق الأمم المتحدة بعثتها السياسية “يونامي” في نهاية العام، منهية بذلك وجودا دام 22 عامًا ساعد البلاد على تجاوز الاضطرابات التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وانهيار نظام صدام حسين.
وقال محمد الحسن، رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، إن رحيل البعثة “لا يمثل نهاية للشراكة بين العراق والأمم المتحدة، بل بداية فصل جديد متجذر في قيادة العراق لمستقبله”.
وأضاف أن الوضع الأمني والسياسي أصبح مستقرا بما يكفي لبغداد لتولي المسؤولية الكاملة مع اقتراب المهمة من نهايتها، متوقعًا توقف العمليات بشكل كامل بحلول نهاية العام.
وأشار الحسن إلى أن الانسحاب يمثل “نهاية مشرفة وكريمة” لمهمة رافقت العراق خلال التمرد والصراع الطائفي والتقلبات السياسية وإعادة الإعمار الطويلة الأمد.
لكنه حذر من أن الطريق “الطويل والصعب” نحو السلام الدائم والاستقرار الاقتصادي لم يكتمل بعد، على الرغم من التقدم المحرز في تعزيز المؤسسات السياسية والأمنية.
وقال الحسن: “بفضل دعم المجتمع الدولي خرج العراق منتصراً، ولكن بتضحيات لا توصف”، مشيرًا إلى اعتماد دستور جديد وإجراء 13 عملية انتخابية ناجحة.
ومع ذلك، أضاف أن هناك فجوات سياسية رئيسية لا تزال قائمة، داعيًا الزعماء العراقيين إلى تشكيل حكومة جديدة بسرعة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني، وحذر من أن التأخير في تشكيل حكومة إقليم كردستان الجديدة، الذي استمر أكثر من عام، قد يؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار.
كما أعرب الحسن عن مخاوفه بشأن الركود الإنساني والتهديدات الأمنية، قائلاً: “عمليات المغادرة من مخيمات النازحين سوف تتباطأ بشكل كبير في عام 2025″، داعياً إلى ربط المساعدات الإنسانية بالتنمية طويلة الأمد في مجالات الإسكان وسبل العيش والحماية الاجتماعية والمصالحة، ووضع خطة وطنية شاملة لتأمين حلول دائمة لنحو مليون عراقي ما زالوا نازحين.
وندد الحسن بالهجمات الأخيرة على البنية التحتية العراقية، بما في ذلك مواقع النفط والغاز في إقليم كردستان، مطالبًا بتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
وكان مجلس الأمن قد وافق العام الماضي على تمديد نهائي لولاية بعثة الأمم المتحدة في العراق حتى 31 ديسمبر/كانون الأول، مما مهد لبدء فترة انتقالية مدتها عامان نحو تسليم كامل المسؤوليات إلى السلطات العراقية.