الحوثيون يعلنون مقتل العشرات في غارات إسرائيلية على اليمن

by hayatnews
0 comment

أعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع متعددة في العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، أسفرت عن مقتل 35 شخصاً وإصابة 131 آخرين حتى مساء الأربعاء، في أحدث تطور للتصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب المستمرة في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي إن مقاتلاته الحربية نفذت سلسلة من الضربات ضد “أهداف عسكرية” للحوثيين، شملت معسكرات تدريب وغرف عمليات استخباراتية وموقعاً لتخزين الوقود، إضافة إلى مقار عسكرية مرتبطة بعمليات الجماعة.
وأوضح البيان أن هذه المواقع تُستخدم – وفق المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية – لتخطيط وتنفيذ الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ التي يطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

لكن الحوثيين نفوا هذه المزاعم، وقالوا إن الضربات استهدفت مواقع مدنية بحتة، بينها مقار صحف محلية ومبانٍ حكومية. ونقلت قناة المسيرة التابعة للجماعة أن الغارات أصابت مبنى صحيفة 26 سبتمبر وصحيفة اليمان، ما أدى إلى مقتل صحفيين وعدد من المارة، إضافة إلى تضرر منازل قريبة.

اتهامات متبادلة

المتحدث باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، وصف الضربات بأنها “جريمة إسرائيلية” تستهدف الشعب اليمني مباشرة، مؤكداً أن الدفاعات الجوية للجماعة تمكنت من اعتراض بعض الطائرات وإجبارها على الانسحاب قبل إتمام مهامها.
وقال سريع: “أطلقت قواتنا عدداً من صواريخ أرض-جو، وتمكنا من إحباط الجزء الأكبر من العدوان. هذه الجريمة لن تمر دون عقاب.”

في المقابل، شدد الجيش الإسرائيلي على أن الغارات جاءت رداً على سلسلة هجمات حوثية متصاعدة في الأسابيع الأخيرة، شملت إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيرة باتجاه مدن إسرائيلية، بعضها وصل إلى عمق الأراضي الجنوبية.

وكان آخر هذه الهجمات قد وقع الأحد الماضي، حين تمكنت طائرة مسيرة حوثية من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى مطار رامون جنوب البلاد.
وأدى الهجوم إلى إصابة شخصين نتيجة سقوط شظايا، وإغلاق المطار مؤقتاً وتعليق الرحلات الجوية قبل أن يُعاد فتحه لاحقاً. هذه الحادثة، بحسب مراقبين، مثلت ضربة رمزية قوية لإسرائيل التي تروج لفاعلية منظوماتها الدفاعية مثل “القبة الحديدية”.

خلفية التصعيد

بدأ الحوثيون استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة بعد هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أعقبته حملة عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق على غزة وصفتها منظمات دولية بأنها الأكثر دموية في تاريخ الصراع.
وتقول الجماعة إنها تتحرك “تضامناً مع الشعب الفلسطيني”، وتعتبر نفسها جزءاً من محور المقاومة الذي يضم حماس وحزب الله وإيران. وقد تبنت في الأشهر الأخيرة هجمات باستخدام رؤوس حربية عنقودية، ما زاد من تعقيد محاولات إسرائيل للتصدي لها.

وقد أكدت وزارة الصحة الحوثية أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع مع استمرار عمليات الإنقاذ والبحث عن مفقودين تحت أنقاض المباني المستهدفة. وذكرت أن المستشفيات في صنعاء والجوف تعاني من ضغط شديد ونقص في المستلزمات الطبية، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف “المجازر الإسرائيلية”.

كما أصدرت شركة النفط اليمنية بياناً قالت فيه إن الغارات أصابت منشآت حيوية في شارع الستين بصنعاء ومجمعات حكومية في الجوف، محذرة من تداعيات إنسانية خطيرة على السكان.

وتمثل الغارات الإسرائيلية على اليمن توسيعاً جديداً لجغرافيا الحرب، لتشمل جبهة إضافية إلى جانب غزة ولبنان وسوريا. ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد الإقليمي، خاصة أن الحوثيين سبق أن هددوا بضرب أهداف في البحر الأحمر والخليج إذا استمرت إسرائيل في عملياتها العسكرية.

ويؤكد مراقبون أن إسرائيل تسعى من خلال هذه العمليات إلى إرسال رسالة ردع، لكنها في الوقت نفسه تخاطر بفتح جبهة مع جماعة مسلحة أثبتت قدرتها على ضرب عمقها الجوي والبحري، وهو ما قد يغير موازين الصراع في المنطقة.

You may also like

Leave a Comment