الرأي العام الأميركي منقسم في خضم حرب إسرائيل على غزة

by hayatnews
0 comment

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرأي العام الأميركي منقسم في خضم حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة التي تعاني من الاستقطاب، يعتبر اختلاف حزب سياسي ما داخليا بشأن قضية ما بمثابة خبر.
وقد أصبحت الحرب بين إسرائيل وحماس مثالاً على ذلك عند الحديث عن الحزب الديمقراطي حيث ينقسم العديد من الديمقراطيين – بما في ذلك أعضاء إدارة بايدن – بشأن استراتيجية الحرب الإسرائيلية.
لقد حظي هذا الانقسام بقدر كبير من الاهتمام، لكن التركيز على الاقتتال الديمقراطي الداخلي يمكن أن يحجب أجزاء أخرى من الرأي العام الأمريكي بشأن الحرب.
واستعرضت الصحيفة أربع نتائج رئيسية من نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة:
1 – عدد الأميركيين الذين يدعمون الإسرائيليين أكبر من عدد الذين يدعمون الفلسطينيين.
أغلبية استطلاعات الرأي تشير إلى نفس النتيجة، فعندما سأل استطلاع أجرته مؤسسة ماريست لمصلحة (NPR وPBS) الناس عن الجانب الذي يتعاطفون معه أكثر، اختار 61% الإسرائيليين و30% اختاروا الفلسطينيين.
وعندما طرحت مؤسسة يوجوف (في استطلاع للرأي أجرته مجلة الإيكونوميست) سؤالا مماثلا مع خيار ثالث ــ “بشأن المساواة” ــ كانت النتائج أيضا لصالح الإسرائيليين حيث قال 38% من الاميركيين إنهم يدعمون الإسرائيليين مقابل 11% للفلسطينيين.
وفي استطلاع للرأي أجرته شبكة NBC، فإن معدل الدعم لإسرائيل اكبر، حيث قال 47% من الأمريكيين إنهم يشعرون بإيجابية تجاهها، مقارنة بـ 24% يشعرون بالسلبية وكانت النتائج مقاربة جدًا لمعدل الموافقة على دعم حرب أوكرانيا في الوقت الحالي.
1% فقط من الأميركيين يملكون مشاعر إيجابية تجاه حماس، و81% لديهم مشاعر سلبية.
وبالمثل، فإن معظم الاميركيين يلومون حماس على بدء الحرب، أي أنهم يرون أن مقتل واختطاف الإسرائيليين في السابع من أكتوبر هو السبب الرئيسي وراء الحرب الحالية، وليس القضايا طويلة الأمد مثل الحصار الإسرائيلي لغزة.
ففي استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك سئُل الاميركيون عمن هو “المسؤول الأكبر عن اندلاع أعمال العنف”، وقد اختار 69٪؜ منهم حماس، واختار 15٪؜ إسرائيل.
ويعتقد معظم الأميركيين أيضًا أن إسرائيل هي حليف مهم للولايات المتحدة، وقد سأل استطلاع كوينيبياك الناس عما إذا كان دعم إسرائيل يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، فقال 70% منهم إنه كذلك.
2 – يشعر الأميركيون بالقلق إزاء الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وقد تراجع الدعم للأفعال الإسرائيلية.
على الرغم من أن معظم المشاركين في استطلاع ماريست الأخير قالوا إن الرد العسكري الإسرائيلي كان إما مناسبًا أو منضبطًا للغاية، إلا أن عدد الذين وصفوه بأنه عدواني للغاية قد ارتفع منذ الشهر الماضي من 26% إلى 38% وتراجعت نسبة الذين قالوا انه مناسب من 44% إلى 38%.
كما ارتفعت نسبة الأشخاص الذين قالوا إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين إلى 25٪؜ هذا الشهر من 15٪؜ الشهر الماضي، وفقا لاستطلاع كوينيبياك.
ويبدو أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو عدد القتلى المدنيين في غزة، ومعظمهم من النساء والأطفال حيث قال أكثر من 80% من الأميركيين لإبسوس (في استطلاع أجرته وكالة رويترز قبل بضعة أسابيع) إن على إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية، كما فعلت منذ ذلك الحين، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
3 – الرأي العام ليس ثابتًا دائمًا.
لنتأمل هنا حقيقتين: الأولى أن أغلب الأميركيين يقولون إن الرد العسكري الإسرائيلي كان معقولاً ومفهوماً ففي استطلاع مؤسسة إبسوس، على سبيل المثال، اتفق 76% من الناس على أن “إسرائيل تفعل ما ستفعله أي دولة رداً على هجوم إرهابي واحتجاز رهائن مدنيين”.
والثانية أن معظم الأميركيين يقولون إنهم يفضلون إنهاء القتال اي إنهم لا يدعمون وقفًا إنسانيًا فحسب، بل يدعمون أيضًا وقفًا كاملاً لإطلاق النار.
ففي استطلاع يوجوف، كان الهامش المؤيد لوقف إطلاق النار 65% مقابل 16%، وفي استطلاع مؤسسة إبسوس، وافق 68% من الناس على أنه “يجب على إسرائيل الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحاولة التفاوض”.
هذا المزيج من وجهات النظر ليس متناقضا تمامًا.
إن وقف إطلاق النار الكامل سوف يكون بمثابة هزيمة لإسرائيل وانتصار لحماس، مع قدرة قادة حماس على إعلان أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت بمثابة نجاح كبير.
ولا تطلب أسئلة الاستطلاعات من الأشخاص دائمًا اتخاذ خيارات متسقة مع بعضها البعض وأنا أشجع القراء على تجنب إغراء التركيز على واحد فقط من هذين النمطين ــ دعم وقف إطلاق النار أو الأعمال العسكرية الإسرائيلية ــ وتجاهل النموذج الآخر.
4 – ينظر الأمريكيون الليبراليون إلى هذه الحرب بشكل مختلف عن معظم الأمريكيين الآخرين.
يحب الديمقراطيون في بعض الأحيان الإشارة إلى الطرق التي تبتعد بها وجهات نظر الجمهوريين عن رأي الأغلبية، وهناك بالتأكيد مثل هذه الحالات.
ولكن هناك أيضاً قضايا يتبنى فيها الديمقراطيون، وخاصة أولئك الذين يعتبرون ليبراليين للغاية، آراء لا يتقبلها أغلب الأميركيين وقد أصبحت هذه الحرب مثالاً على ذلك.
ففي الوقت الذي قال فيه معظم الأميركيين لماريست إن الرد العسكري الإسرائيلي كان إما “مناسبًا” أو “قليلاً جداً”، قال معظم الديمقراطيين – 56% – إنه كان “أكثر من اللازم”.
وهناك تفصيل من استطلاع YouGov يعد صارخًا حيث قال 38% من الديمقراطيين الليبراليين المتشددين إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين مقابل 11% من المتعاطفين على صعيد الاميركيين ككل، وقال 14% من الليبراليين الديمقراطيين إنهم متعاطفون مع الفلسطينيين.
يعبر الأمريكيون الذين يصفون أنفسهم بـ “الليبراليين جدا” عن دعمهم للفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين ولا توجد مجموعة أيديولوجية أخرى تفعل ذلك، وهذا يساعد في تفسير حدة الجدل الدائر داخل اليسار الأمريكي.

You may also like

Leave a Comment